رواية سالم ودالسما

اما من يتهم ببيع عبد او امة فمحاكمته لا تكون امام ناظر او عمدة بل يمثل امام محكمة كبري قاضيها بيرطاني ومقرها ودمدني عاصمة المديرية، يتولي الاتهام في قضايا الاتجار في الرق المحامي العام وتعين الحكومة محاميًا للدفاع عن المتهم ، واذا ماثبتت التهمة فالحكم السجن المؤبد مع الاعمال الشاقة لكن لم تتم حتي الان محاكمة احد بتهمة بيع او شراء الرقيق.
ورغم ذلك فهنالك قصص كثيرة متداوة عن نخاسين يقومون بخطف الاطفال عرباً كانوا او زنوجاً ،وبيعهم. فالتمييز بين عربي وزنجي لشخص غير سوداني امر صعب لان كليهما اسمر.
وهذا ما حصل لصبي من ام دقرسي اسمه الشايب محمد سليمان. فقد ذهب يوماً الي غابة ام دقرسي لاحضار بقرته التي اخبره الراعي انها ولدت عجلاً هناك ولم يتمكن من احضارها لان العجل لا يقوي علي السير ولم يكن مع الراعي حمار يحمل عليه.
وبينما كان الشايب يبحث عن البقرة بين الاشجار الكثيفة المظلمة سمع صوتاً يناديه:
0000 كايس للبقرة البيضا الواله عجل احمر؟
ولما تلفت الي مصدر الصوت راى رجلاً طويلاً اسمر علي ظهر جمل بشاري ابيض كالثلج اذناه اصغر من اذني اي جمل راه من قبل فاجابه بتلهف.
0000 ايوة نعم وين هي؟
0000 بعيدة من هنا تعال اركب معاي اوديك ليها.
فركب معه الشايب ولم يرى بقرته البيضاء ولاعجلها الاحمر ، وبعد اسبوع بيع لعرب رحل بالبطانة واصبح راعياً لابلهم.
عندما احل الليل ولم يعد اشايب الي اهله استنجد ابوبه باهل القرية الذين حملوا مصابيحهم واتجهوا الي الغابة فبحثوا عنه في كل شبر فيها ولم يعثروا له علي اثر فعادوا بحمارته والبقرة والعجل. وفي صباح اليوم التالي توجهوا الي الغابة مرة ثانية وتمكن مصطفي ود جمعة مقتفي الاثر من ايجاد المكان الذي انيخ فيه الجمل ليركب الشايب فنادي والد الصبي:
0000 عمي محمد ، ولدك خطفوا ود نقادي فوق جملاً بشاري، مابِتلحِق دحين ابقي علي اهل الله يرجعوا ليك ولدك.
لم يتم ابلاغ السلطات باختطاف الشايب خوفاً من سوءٍ يحل به اذ لو علم الخاطفون او المشترون ان الحكومه تتعقبهم وانهم علي وشك الوقوع في قبضتها فغالباً ما يقتلون المختطف ويتم التخلص من جثته برميها في النيل او دفنها في مكان ناءٍ ،لهذا فقد توجه والد الصبي الي الخليفة حسب الرسول ودبدر بام ضبان.
0000 ودنقادي خطف ولدي يابوي الشيخ
0000 لاحوله ولاقوة الابالله ،خطفو من وين؟
0000 من غابة ام دقرسي.
0000 الوليد اسمو منو؟
0000 الشايب .
0000 امو اسمها منو؟
0000 كلتوم.
واغمض الشيخ عينيه وخيم علي المكان صمت تخللته طقطقت حيبات مسبحته ثم فتح عينيه وواصل حديثه:0000 ما تكوسوليه، ولاتسالواعنه، ارجعوا اهلكم وقولوا يئسنا منو.
والتفت الي ام الصبي :
وانت يا الفقيرة لمن ترجعي من هنا تمشي لقبر ابوي الفكي يونس وتقلعي الرايات ، اكان ولدك ماعادليك ماترجعيهن ليهو.
وفكي يونس من ام دقرسي وله مكانة رفيعة عند مشايخ البادراب، وهو الذي طلب الشيخ محمدود بدر الملغب بالعبيد ودريا من الشيخ عبد المحمود نور الدايم أن يبدأ ه تراجم ملحق كتاب طبقات ودضيف الله وذلك من خلال المقابلة التي اشار لها الاستاذ يوسف فضل في مقدمة كتاب الطبقات (ص 20، 21)
وكان يونس من ابكار الشيخ ودبدر ووصل الي ام ضبان لاول مرة صحبة صديق له يسمي الفكي الفضل من قرية الحضور شمال غرب مدينة رفاعة وكانا يتلفعان بثوب واحد فلما راهما ود بدر اعجب بصداقتهما وزهدهما ولما طلبا منه ان يسلكهما طريق القوم قال لهما:
0000 انا دايركم تخاووني في الله وتبقوني ليكم تالت الكنتوش كان ما ختو ليه لداية تالتة بيقع.
توفغي فكي يونس قل قيام دولة المهدية ولم يبلغ الثلاثين فحزن عليه ود بدر حزنا شديداً وتوفي ود بدر نفسه عام 1885 عندما دعاه الخليفة عبدالله ود تورشين ليضمه الي (ملازمين ) فقال قولته المشهورة :
0000 بركة القيوم ما اشوف الخرطوم.
وتوجه الي الخرطوم وعندما وصل الي الجريف شرق وافته المنية هنالك فحمله اتباعه وقفلوا به راجعين الي ام ضبان حيث دفن وخلفه حسب الرسول.
ومن نوادر الشيخ محمد ودبدر الذيؤ يسمي نفسه العبيد وليد ريّا انه عندما كان يؤسس مدينة ام ضبان نفذ مخزون الذرة الذي كان يستعين به علي اطعام مريديه وطلاب القران بالخلاوي فبعث باحد ابكاره ويدعي عوض الجيد من عفينة غرب المدينه عرب لشراء ذرة من الخرطوم .
وصل عوض الجيد الي الضفة الغربية للنيل الازرق قبالة ام ضبان ومعه الجمال التي حمل عليها اذرة وكانت الشمس قد غربت فاعتذر ريس العبارة عن ترحيل الجمال واحمالها الي ام ضبان وذلك لان الليل قد ح وخاف علي نفسه ومن معه من خطر التماسيح المفترسة.
0000 ياود الحلال اللبة في الخلاوي جيعانين وعشاهم في الذ1رة ده دحين قطعنا الله يرضي عليك.
0000 مابقدر اقطعك ياعوض الجيد اليل دمس والبحر مليان تماسيح، نومو هنا وباكر نقطعكم انشاء اله.
فرد عليه عوض الجيد غاضباً.
0000 النايم ليها شنو؟ العيش ده ماشا تاكلو امي؟
وامر قادة الجمال بان يضربوها لتعبر النيل مشياً علي ارجلها فنفذوا توجيهه
وكان ودبدر خلال تلك اللحظات يؤم الناس لصلاة المغرب بمسجده بام ضبان فاطال سجوده في الركعة الثالثة حتي اعتقد بعض المصلين انه قد اغمي عليه او مات ثم رفع من السجود ولما سلم قال:
0000 عوض الجيد جاتو غشيمته طلع الجمال ين النخرة والشلوفة.
اي ان عوض الجيد انتابته احدي نوبات غضبه فنفذ بالجمال من موضع لا يزيد اتساعه عما بين الانف والشفة العليا.
ويقول من شاهد الجمال عندما وصلت الي ام شضبان ان اثرالماء علي ارجلها لم يتعدي الاخفاف

المصدر: :::: منتديات أبو فروع :::: - من قسم: منتدى الشعر والشعراء والأدب