آخر 10 مشاركات : سبتمبر 2007م أعوام من النجاح والتواصل (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 6 - المشاهدات : 26185 - الوقت: 12:31 PM - التاريخ: 05-04-2025)           »          ما أقساك يا وطني!!! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 40 - المشاهدات : 61733 - الوقت: 11:14 AM - التاريخ: 04-09-2025)           »          فاتورة منتديات ابوفروع للجهة المستضيفة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 69280 - الوقت: 09:37 PM - التاريخ: 12-05-2023)           »          تحديث خريجي ابوفروع بالجامعات والمعاهد والدراسات العليا والكليات العسكرية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 76103 - الوقت: 06:27 AM - التاريخ: 12-23-2022)           »          عودا حميدا وترحيب بالاخ دفع الله الزين يوسف (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 4 - المشاهدات : 75931 - الوقت: 05:03 AM - التاريخ: 11-09-2022)           »          التسجيل متاح في منتديات ابوفروع (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 74012 - الوقت: 04:53 AM - التاريخ: 11-09-2022)           »          عزاء (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 75552 - الوقت: 10:13 PM - التاريخ: 04-20-2022)           »          عزاء (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 46252 - الوقت: 12:40 PM - التاريخ: 09-26-2021)           »          السيدة ليا بنت يعقوب (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 73377 - الوقت: 09:34 PM - التاريخ: 09-19-2021)           »          عزاء واجب (الكاتـب : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 44991 - الوقت: 09:33 AM - التاريخ: 08-25-2021)

العودة   :::: منتديات أبو فروع :::: > - ——( ¦ ¦ ¦ ¦ الساحة العامة ¦ ¦ ¦ ¦ )—— - > منتدى التاريخ وذكريات من أبو فروع


تداعيات ذكرى رحيل فهمي المصري

منتدى التاريخ وذكريات من أبو فروع


تداعيات ذكرى رحيل فهمي المصري

قذف به قدره السرمدي إلى الإقامة المؤبدة في أبوفروع والتي لم يريد الخروج منها فأفضي به إلى البقاء فيها ومات عن عمرٍ ربما يناهز الستين عاما ونيف، وكان ذلك في

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم منذ /01-17-2008, 04:02 PM   #1

أمين المنتدى

الفاتح عبدالله أحمد غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 19
 تاريخ التسجيل : Oct 2007
 المشاركات : 362

افتراضي في ذكرى رحيل فهمي المصري

[align=right]قذف به قدره السرمدي إلى الإقامة المؤبدة في أبوفروع والتي لم يريد الخروج منها فأفضي به إلى البقاء فيها ومات عن عمرٍ ربما يناهز الستين عاما ونيف، وكان ذلك في مطلع الثمانينات، وما فتئت تداعيات ذكرى رحيله تلاحقني في كل عام؛ حيث أن كلٌ من يتنفس ثقافة وتقاليد وأعراف وطموحات وأماني وحكاوي وذكريات أبوفروع... ربما ترتبط ذاكرته الخاصة بشخص ما أو مكان ما أو شارع ما أو بيت ما... الخ.

إنه رجلٌ قصير القامة، ذو وجه صغير وعينان غائرتين، يكسو الشيب فروة رأسه عندما لا يكون لابساً لطاقيته، وفي مشيته عرجٌ خفيف بسبب انحناء ظهره؛ وكان يرتدى أحيانا جلابية ملونه متجولاً بها في شوارع القرية والتي أصبحت فيما بعد موضه، وكان يحمل عصاه بيده ليهش بها على الشُفع الذين يقتربون من منزل العم/ عابدين الشامي، حيث كان يقيم فيه وحده؛ ويتعهده بالحراسة وسقاية الأشجار، وكانت تقبع فيه شجرة نبق كبيرة ومثمرة ُيعرف نبقها (بنبق الجودلية).. الذي كان كثيرا ما يثير شهية الشُفع الصغار أنذاك.. والذين لم يوقفهم الزجاج المُكسر الذي نصبه عابدين الشامي على الحائط من محاولات الحصول عليه، مما أضطره أخيراً إلى وضع السلك الشائك.. لوقف هذا الخطر الزاحف على الثمر والممتلكات... أو الويل والثبور لمن أراد أن يسرق النبق من عصا هذا الرجل.

تضاربت الأقوال حول تاريخ مجيئه إلى الحلة؛ فمنهم من قال في السبعينات وآخرين قالوا في الستينيات؛ ومنهم من قال في الخمسينيات من القرن الماضي.، وإن المرء ليتعجب كيف لقريةٍ تحفظ تاريخ معظم أفرادها من المهد إلى يوم يبعثون أن تغفل تاريخ مجئ هذا الرجل ! !؛ وكان أيضا لا يحمل عنواناً أو بطاقة هوية، بل كل ما يحمله هو بطاقة من عابر سبيل لن يذل... عليهم أن يتحملوه وأن يكرموه وأن يصفحوا عنه.. طيلة مدة بقائه.. فباكر حتماً سيرحل .. وسيطلق ساقيه مع أول ريح تحمل قوافل لن تعود... فهو أتى في زمنٍ كان فيه ناس القرية سعداء رغم عدم ثرائهم.. حيث كان ارتباطهم بالبشر أقوى بكثير من ارتباطهم بالأشياء ويملكون الكثير من الوقت والمروءة التي تتسع لهذا الغريب الذي قيل لنا بأن أسمه( فهمي المصري) وهو الاسم الذي درج ناس الحلة على مناداته به، فهو من مصر التي قال فيها الشاعر السوداني مهدي محمد سعيد:
أنا من مصر التي تشدو
بها الأجيال أفراحا
نقشت على ضفاف النيل حرفاً ظل قداحا
وأهدى عبقري الفكر للإنسان فواحا
وحبي لك لم يزل عطرا
لكل العرب نفاحاً

ابوفروع المتكئة على ضفاف النيل هي من احتضنت فهمي المصري بكل أريحيه، فهي قرية وادعة تكره العنصرية ولا تعترف باللون أو الهوية وربما لهذا السبب أستبدل فهمي المصري أهله وعشيرته ولم يدير محركات العودة إلى موطنه حيث الأمان الظليل والعزة والمنعة، فهو عاش بين أهل الحلة .. فأحبهم وأحبوه بأعماقهم المشرقة حباً ينتمي إلى فصيلة الإنسانية وعاش بينهم دون نقاش .. ودون اعتراض .. ودون ممارسة أي ضغوط اجتماعية أو مادية عليه .. مؤكدين بذلك أن الإنسانية ليس لها حدوداً.

أمتهن فهمي المصري عده مهن لكسب عيشه منها مهنة ضرب الطوب الأخضر الذي كان يستخدم بكثرة في بناء البيوت قبل ظهور نعمة الإغتراب، وكان يقوم أيضا ببعض الأعمال الزراعية الأخرى في مواسم زراعة العيش (ضهرية، وضحوية) كما عمل فترة من الزمن في أول مصنع لبلاط الأسمنت بأبي فروع كان يمتلكه ود فرح (رحمة الله عليه)، وقد كان يمارس تلك المهن من باب الكرامة ومن باب خيرية الكسب من عمل اليد فهو لم يكن محتاجاً آنذاك للعمل لكي يقيت نفسه، فأبواب البيوت كانت مُشرعه ليتشاطر معها لقمة الكسرة أو العصيدة.

إنفتقت غياهب ذاكراتي على ذلك الصيف القائظ والسموم اللافح في منتصف الظهيرة عندما كنت متجها من فريق بخيت إلى جوه الحلة عبر الطريق القدامي؛ وقد كنت ماراً بجوار منزل العم/ عابدين الشامي؛ وعادةً ما يسلك الطريق القدامي من أراد أن يصل بسرعة فائقة للمكان الذي يقصده؛ فهو يوفر للشخص الزمن الذي يستغرقه في تبادل التحايا والسلام على الآخرين مقارنةً بطريق وسط الحلة؛ وكذلك يسلكه من كان خائفا من العين. وأثناء مروري بمنزل العم/ عابدين الشامي؛ أستدعاني جدي المجذوب (رحمة الله عليه) ، وطلب مني إحضار جردل ماء والإتيان به إلى منزل عابدين الشامي، وقمت بإحضار الجردل بأسرع ما يكون؛ وعندما دخلت الغرفة وجدت فهمي المصري مزجياً على سريره يصارع في كبدٍ داء الملاريا الخبيثة التي غيبته عن الوعي تماماً وجعلت الإعياء الشديد بائناً عليه؛ حيث كانت مجموعة من الناس تتحلق حول سريره؛ ولا أتذكر منهم سوى العم/ نصيب سعيد الذي كان مهتماً جداً برعاية فهمي المصري العلاجية بحكم مهنته الملائكية وإنسانيته؛ ولأول مرة في حياتي أدرك بأنني أمام لحظات فاصلة ستقسم الزمن إلى جزأين قبل وبعد في حياة فهمي المصري؛ كما كانت أيضاً المرة الأولى التي أشاهد فيها أنساناً يعبر الحد الفاصل بين جرعة الشفاء وجرعة الموت؛ إنها لحظات عدم وفناء مقهورين عليها نحن بني البشر ومتساويين جميعا أمامها في بداياتها ونهايتها؛ رغم محاولات ومجاهدات العم/ نصيب سعيد رحل فهمي المصري مودعاً دنيانا تاركاً خلفه الكثير من علامات الاستفهام والتعجب؟؟!!

سرعان ما انتشرت فجيعة موت فهمي المصري في الحلة وبدأ الناس يتوافدون إلى منزل عابدين الشامي، حيث بكوه الرجال والنساء على حدٍ سواء وكذلك الأطفال والشيوخ بكل الألم.. وبحرقة الآهة.. وبأقصى درجات الدموع. فهو نجح في بناء جسور مودة على قواعد ثابتة من الترحيب والوداع.

ولقد دفن فهمي المصري في مقابر ابوفروع مع جدودنا وآباؤنا وأمهاتنا وأقرباؤنا وأسلافنا الذين ينتظرون منا الدعاء والترحم عليهم فهل فعلنا ذلك يوماً ما.. عليهم رحمة الله جميعاً.

ورحم الله فهمي المصري وأمطره بمغفرته ورحمته التي وسعت كل شيء؛ فقد جاءنا وحيداً وغادر دنيانا ليقوم إنسان قريتنا الجميل بمرافقته إلى مثواه الأخير..فحقاً ما أجمله من إنسان.

مع خالص التقدير
الفاتح عبدالله أحمد
يناير 2008 - جدة[/align]



td `;vn vpdg tild hglwvd









التعديل الأخير تم بواسطة الفاتح عبدالله أحمد ; 05-10-2009 الساعة 12:01 PM سبب آخر: الأسمنت
  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ابو رحيل علي الكرسي الساخن هيثم محمد علي خضر منتدى الإهداءات والتعارف 18 05-23-2009 11:08 AM
الف مبروك للاخ رحيم عبد الرضى حمدان بمناسبة الزواج الطيب سعيد محمد احمد منتدى الإهداءات والتعارف 9 06-22-2008 10:23 AM
في ذكرى رحيل الشاب رباح ابراهيم الدافوري امين ابراهيم الدافورى منتدى التاريخ وذكريات من أبو فروع 13 06-19-2008 08:57 AM


الساعة الآن 11:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
التسجيل