هذه العلة ادخلها الاطباء في أمراض الدماغ مع أنها علة عامة قال ابوقراط : العشق نصف الامراض لانه على النفس وباقي الامراض على البدن . وقال المعلم الثاني بل هي ثلثاها لانه يلحق البدن فيرميه بالهزال وتغير اللون والخفقان وانما ذكروها لانه يفضي الى الجنون اخرا وللحكم فيه كلام كثير حررناه مستوفيا في مختصر المصارع . وحاصل القول فيه شغل القلب والحواس بتأمل العين أو الأذن ثم يزيد بحسب صحة الفكر ولطف المزاج ومادته استحسان بعض الصور والاصوات وصورته الاستغراق فيما استحسن ومادته التفكر وغايته الاعراض عما سوى المعشوق قيل وعنه اذا فرط ويحصل غالبا للمتفرغين عن الشواغل والشبان وأهل الثروة وله مراتب ومباديء (علامته) معلومة من النبض باختلافه عند ذكر المحبوب وما ربه في الصفات ومن القارورة بالصفاء ومن اللون بالصفرة مع كثر التلون وفي اوله بالزينة في الملبس والاشغال بغزل الشعر قال المعلم وهو يشجع الجبان والسخي البخيل ويرفع الوضيع ، وقال ابوقراط العشق لا يحصل لغليظ الطبع ولا فاسد المزاج ولا وضيع الهمة وقال فولس : من لم يضطرب لسماع الاوتار ولا يهتز لتأمل الازهار ولا يلهيه الماء والاطيار فبينه وبين العشق سد وهذا مأخوذ من قولهم : من لم يطربه العود وأوتارة والربيع وأزهاره فهو فاسد المزاج يحتاج إلى العلاج .
أن امكن وصال المعشوق لا شيء أجود منه وإلا حيل بينه وبين سماع الاغزال والأغاني والآلات المطربة والطيور المصوته وللحديث بقية .
hguar