بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اخي امين ابراهيم
لقد حاولنا نحن بقلوب جلدة و نفوس صابرة ان نكتب قليل من ذكريات حنينة و لكن هنالك قلب صابر بعون الله على احزان الزمن نسأل الله ان يجعل صبره في ميزان حسناته , احيانا يصوم اللسان عن البوح بحزن نفس اثقلها الالم و اضناها الاسى و عندما يجري الحديث علي لسان قلب ممتلئ بالحزن و قد ذاق تقلبات الايام و السنين و عندما تحتوي عبارته علي تجربة صادقة عاشها ناطقها عاصرها باحزانها ما علينا الا ان نتصفح القليل مما يقوله هذا القلب على لسان الشاعر الشابئ عليهم رحمة الله و نسأل الله له الصبر.
الا هو قلب الام....
قلب الام
يا أيها الابن الذي قد كان كاللحن الجميل
و الوردة البيضاء تعبق في غيابات الاصيل
يا أيها الابن الذي قد كان في هذا الوجود
فرحا يناجي فتنة الدنيا بمعسول النشيد
ها انت ذا قد اطبقت جفنيك احلام المنون
و تطايرت زمر الملائكة حول مضجعك الامين
و مضت بروحك الي السماء عرائس النور الحبيب
يحملن تيجانا مذهبة" من النور الغريب
ها انت ذا قد جللتك سكينة الابد الكبير
و بكتك هاتيك القلوب و ضمك القبر الصغير
حتى الصغار فانهم لبثو مدى يتساءلون
في حيرة مشبوبة اين اختفى هذا الامين؟
لكنهم علموا بانك في الليالي الداجية
حملتك غيلان الظلام الى القبور النائية
كل نعوك و هم مازالوا يذكرونك
رغم ان الدهر يدفن في ظلام الموت حتي الذكريات
و هنالك فؤاد ظل يخفق في الوجود الى لقاك
ويود لو بذل الحياة الى المنية و افتداك
يصغي لنغمتك في الوجود و لا يرى الا بهاك
أعرفت هذا القلب في ظلماء هاتيك اللحود؟
هو قلب امك الثكلى بأحزان الوجود
فلا خصلة النسيان ترحم حزنه و ترى شقاه
كلا و لا الايام تبلي في اناملها اساه
الا اذ ضفرت له الاقدار اكليل الجنون
و غدا شقيا ضاحكا تلهو بمرآه السنون
هو ذلك القلب الذي مهما تقلبت الحياة
و تدفع الزمن المدمدم في شعاب الكائنات
و تغنت الدنيا و غرد بلبل الغاب الجميل
سيظل يعاود ذكرياتك لا يمل و لا يميل