وكان نصف قرن من الزمان قد استدار في لحظة هي التي تنوء ألان بجحفل إحزانها عليك أيها الغافي في ملامحك القديمة لأتعرف من أين تنزل عليك كل هذه العبرات لذكرى من مضوا عليهم الرحمة والرضوان
ومن مضوا أقران في معية الطفولة والصبا أخذوهم إمام أعيننا من ملعبنا الأثير في ( شجرة العيبة ) ومضوا بهم إلى ( الكرنتينة ) أيام سحائي الخمسينات ثم لم نراهم بعدها وممن مضوا غير أقران ليك, بسطوا عليك ألوانا من الرحمة والمحبة بأسباب لم تكن تدركها يومها وتدركها اليوم وأتت تباشر مخاض شيخوختك التي بين جنبيك وممن مضوا نساء في الجوار لكنى انس إلى إنهن خلقن من أنفاس الخير ومن عطر المكرمات ,زينب بت ود الفكي , وكنينة , وآمنة بت قرشي , والشول بت عمر ’ وأمنا النعمة بت الشامي –عليهن الرحمة الواسعة وأخر الراحلات منهن بنت المنى بت سليمان رحمها الله آتانى نعيها وانأ في غربة والذين في غربة يدركون معنى إن يرن فضاؤك برحيل شخص عزيز .
لم تكن بنت المنى امرأة عابرة في طفولتنا بل كانت مؤسسة تربوية تأديبية من الطراز العالي وكانت راعية للمسالك الحميدة والاستقامة في محيطنا الطفولى