احكي يا تاريخ

من قرى العسيلات والبشاقرة والتكلة والتكينة من المعيلق بالإضافة الى المناطق حول الحصاحيصا ورفاعة كان بالمعهد قسم داخلي وقسم خارجي وقد كنا بالقسم الداخلي ولكن زملاءنا ابناء الحصاحيصا كانوا معنا طوال اليوم وهم أشبه بطلاب القسم الداخلي اذ اننا كنا لصيقين للغاية وكانت علاقة متميزة تختلف عن كل العلاقات التى كونها لاحقا اذكر من اشهر طلاب القسم الخارجي من ابناء الحصاحيصا الاخوة –حسين علوب –الزين مطر –الحاج سالم(رحمة الله) الطاهر الشريف –يس كامل مزمل
من هذا المعهد بدأت تتشكل لدى صيغة قيادية لم اكن ادركها سابقا اذ وجدت نفسى في فترة المعهد سكرتير الاتحاد العام للمعهد وقد تراسه فترة الطاهر الشريف ثم يس كامل مزمل واخيرا الجيلى القيافة –وهو الصديق الذى كنا لانفترق الا للنوم
اضافة لكل الاخوة وكبير صلاتنا كانت قوية مع الاخوة الهادى يوسف وهو من فارس منطقة المسلمية والاخ السر على عبد الكريم من قرية (خضرة) ريفى المحيريبا وفى هذا العام اخذنا صورة تذكارية مازالت موجودة حتى اليوم

صوره من زملاء المعهد الدينى

كنت بجانب لجنة الطعام وقد كان متعهد الداخلية الذى يوفر لها الطعام هو العم (النور عطية) والد الاخ دكتور الشفيع النور بالمايقوما بالحصاحيصا
نقول حقا ان الداخلية كانت منتهى الراحة والمتعة وان الغذاءات كانت ذات مستوى جيد جدا ولكن كنا نقارن بيننا وبين طلاب المدرسة الثانوية ونحس بان هنالك فرق كثير بين منهجنا ومنهجهم على الرغم من اننا لأنحس باي فرق لان مستويات المعاهد الدينة كانت تقوم على ان يعتمد فيها الطلاب على الدراسات الاسلامية والتركيز عليها دون المواد الأكاديمية الاخرى مما يجعل فرصة الجامعة الاسلامية فقط هنا ما كان بزعجنا في مايو 1969م قامت ثورة مايو بقيادة جعفر نميري وقاضيتا عاما كاملا بالمعهد وقد تقلد وزارة التربية والتعليم الوزير محى الدين صابر اذكر كان مدير المعهد في ذلك الوقت الشيخ (محمد حامد التكينة ) قمنا بأول ثورة طلابية بعد ثلاثة شهور فقط تقريبا من قيام الثورة مايو ولقد نظمنا كل الطلاب في بصات وذهبنا جميعا الى وزارة التربية بالخرطوم وكان حدثا شغل كل العاصمة واربك مدير ادارة الشئون الدينية والذى استدعى الى وزارة التربية جاءنا مندوب الوزير والذى طلب ان نختار خمس طلاب من بيننا للاجتماع مع الوزير ومدير الشئون الدينية ومدراء الادارات بالوزارة تم اختيار الاخ الجيلى رئبس الاتحاد وشخصى السكرتيرواختير منا ثلاثة اخرين لااذكرهم

لقاء وزير التربيه والتعليم د.محى الدين صابر

دخلنا الى الوزير حاملين كل قضايا المعاهد الدينية وفى البداية اخافنا الوزير بعبارات خشينا انه بعدها سيودعوننا السجون وقد قال لنا الاتعلمون ان البلاد في حالة طواري وان تجمعات واضرابات ممنوعة تم هدا قليلا وبدا يسال عن طبيعة المشاكل كان يحسب ان مشاكلنا في اكل وشرب وهكذا ولكن فوجى باننا نحمل نحمل كل الوثائق (كراساتنا) والمواد التي ندرسها والنقص في المعلمين وفى عدم اهتمام بالمواد غير المواد الإسلامية اندهش وسال مدير الشئون الدينية الذى لم يستطيع نفى ماقلناة ثم اخبرنا لماذا يكون طلاب المدراس الثانوية مميزين عنا ولماذا الازدواجية في التعليم ووعدنا الوزير انه ستخذ قرار يكون لصالحكم وصالح كل طلاب المعاهد الدينية بالسودان وطلب منا الرجوع والاستقرار بالمعهد حتى التحقيق في الامر واتخاذ القرار المناسب
رجعنا الى المعهد وقد حدث تمرد من الطلاب ضد المدير (الشيخ التكينة) لأنه اراد ان يعاقب الطلاب على ثورتهم هذه بالجلد ورفض الطلاب بحجة ان مطالبهم عادلة وان الوزير تفهم مشاكلهم اخيرا تدخلت السلطات في الحصاحيصا بين الشيخ والطلاب وتنازل الشيخ بقولة مشهورة (اذهبوا فانتم الطلقاء ) .

الغاء المعاهد الثانويه الدينيه

لم تمضى فترة طويلة لا تزيد عن شهرين تقريبا اصدر السيد الوزير محى الدين صابر قرارا بإلغاء المعاهد الثانوية الدينية وضمها الى المدراس الثانوية ثم تم الغاء السلم التعليمي القديم (اربع سنوات ) الى السلم الجديد (ثلاث سنوات) وتقسيم الطلاب من الصف الثاني الى ميساق علمي وميساق ادبى .
بعد هذه القرارات انطوت صفحة من عمرنا في معهد الحصاحيصا الديني وفتحت صفحة جديدة بمدرسة الحصاحيصا الحكومية الثانوية

الاجازه المدرسيه الصيفيه

العطلات الصيفية وهى ثلاثة اشهر في البد كانت العطلة في الخريف ثم استبدلت في الصيف ولكن جيلنا كان يستفيد من العطلة في عمل يدر له مكسب لمساعدة اهلة وتوفير كل الالتزامات المدرسة من زي وكراسات وغيرها واشهد ان جميع طلاب ابوفروع جميعهم كانوا جادين اذ انهم يعملون في عمالة البناء (الصاج ) وقد عملت شيال مونة مع العم (حسن البدوي الجنيد) وكانت اليومية خمس وعشرون قرشا من الساعة 6صباخا وحتى الثالثة عصرا وكان معي الاخ ابراهيم حسن ولقد قمنا ببناء كثير من بيوت البطاحين بالطوب الاحمر .
ايضا كنا نعمل في المحالج ((لقاط)) يعنى نلقط القطن الذى يتناثر على الارض من الجولات وكان يساعدنا في التعين في المحالج والتي كانت تسمى الفبارك العم عابدين الشامي – ومحمد ابراهيم ددو والذين كانوا يعملوا ملاحظين كنا نعمل بمعدل اليوم 9 قروش يعنى في الشهر 27ريال وكان مبلغا كبيرا بالنسبة لنا وجميع طلاب ابوفروع يعملون اما في البناء او في الفبارك وقد كنا شلة مع بعض في فبريكة واحدة اذكر منهم ابوزيد عبد الفضيل –عبد العظيم عبد الرحيم –وكان يراسنا عبد الله الامين البشير (ود الشيخ ) . وقد كان طالبا بكلية الزراعة جامعة الخرطوم في ذلك الوقت وفترة العمل بالفبارك كانت بها كثير من الطرف والاحداث الا اننا كنا لا نحوج اباءنا في مصاريف والتزامات المدرسية عند فتح المدراس

مسرحيه اكل عيش

اما في العام 1970م اصبح لنا في العطلة نشاط طلاب غير مسبوق في كل قرى الجزيرة تقريبا وهذا اكسب ابوفروع شهرة لا توصف في تلك الفترة لذلك هذه الفترة سأفرد لها مساحة خاصة اروى فيها ذلك النشاط بالتفصيل وهى التي اسميناها في ذلك الوقت .
اكل عيش
لم تكن في كل قرى الجزيرة وسائل ترفيه سوى الاندية التي كانت تشرف عليها الخدمات الاجتماعية بمشروع الجزيرة والاذاعة هي فقط التي كانت تنشد في القرى وهى الوسيلة الترفيهية الوحيدة لا احد يعرف تلفزيون او مسرح في العام 1970م ونخن انتظمنا في اتحاد شباب السودان بابوفروع وكان يفوده الاخوة – حامد محمد الماحي –صلاح عبد الرحمن –المرحوم –عبد الله محمد حمدان (كبر) واخرون وكنا نقوم بنشاط ثقافي اجتماعي في فترة العطلة الكبيرة اسواق خيرية ومسرحيات كوميدية وهكذا وكانت هنالك من الطالبات في دفعتنا من يقمن بنفس النشاط والحماس واذكر من الطالبات الاتي كن ناشطات في مجال الانشطة في العطلة –ست البنات يوسف – حرم يوسف – هانم محمد صالح – حرم احمد عبد الحليم –ميمونة محمدين –مفيدة ادم محمد زين –اشراقة ادم –اميرة ادم وعذرا للاتي لم يسعفني الذاكرة بذكرهن .

وفى ذات ليلة من الليالي وحضر الينا الحاج محمد احمد الشايقى وكان طالبا بالحصاحيصا الثانوية الحكومية الدفعة الاولى أي الدفعة أمامنا حضر الينا نحن كفرقة شباب نقوم بعرض بعض التمثيلات المعروقة في تلك الفترة وبدا يقص علينا قصة اكل عيش للكاتب المسرحي والممثل الشهير (الفاضل سعيد ) =العجب وانا اوكد ان كل الفرقة المعنية لم تشاهد هذه المسرحية ولم نسمعها في الاذاعة بل سمعناها من الحاج محمد احمد الشايقى يقصها علينا وكان هو شاهدها في مسرح ام درمان القومي وانا هنا اسجل للأخ الحاج محمد احمد ذكاء متقدا استوعب كل مشاهد المسرحية على طولها بدانا نستوعب كل المسرحية ونعيشها كمسرح واشخاص وبداءنا الادوار بيننا لكى نعمل بروفات وقد وقع اختياري للدور الأساسي 0(العجب) وكانت تجربة صعبة ولكن بفضل الله وبتعاون كل الزملاء في الفرقة استطعت ان اقوم بهذا الدور على اكمل وجة على الرغم من إنني لم اشاهد المسرحية في حياتي وهنا لابد ان اوثق لكل الذين اشتركوا في هذه المسرحية والادوار التي يودونها وعذرا اذا نسيت واسهوا سقط اسم زميل لم يرد اسمة :
معتصم الحسن محمود – العجب
الحاج محمد احمد الشايقى –الدكتور النفسى
محمد سعيد محمد احمد - المدير
اسماعيل يوسف محمد سعيد احتياطى
فتح الرحمن دفع الله الحاج - احتياطى
الامين عبد القادر محمد على – السميح
ابراهيم مصطفى (يقوم بدروين ) مجنون السمك – سعاد المجنونة
المرحوم –الرشيد وقبع الله – ست النفر
معتصم الخلبفة محمد –مجنون الكمرة
احمد طة احمد جلى –صحقى
السيد ابراهيم محمود – دور شاعر
محمدين الامين سمره- دور مساعد
حمد عبد الله احمد الهادى - دور مساعد
المرحوم –صلاح محمدين –عم امين
المرحوم –ابراهيم قرشى محمد - مجنون كمرة صحفى احتياطى

قمنا بتجويد المسرحية وكان اول عرض قدمناه بابوفروع لم يتخلف رجل او امرأة عن مشاهدة العرض وكان ثلاث ساعات من الضحك المتواصل وقد طلب منا اعادة العرض مرات ومرات وكنا نضع مساهمة مالية للتذاكر ساهمنا بها في العون الذاتي في تشيد الفصول بمدرسة البنات والتي كانت مديرتها في ذلك الوقت المرحومة الاستاذة (روضة بلة ) وعندما اطمان الجميع اننا جودنا المسرحية خرجنا بها الى خارج ابوفروع وكان في كل عرض في قرية من القرى تلقى رواجا وشهرة ولا ابالغ اذا قلت انه في تلك السنوات كان شباب ابوفروع من اشهر الشباب منطقة شمال ووسط الجزيرة اذ ان القرى كانت تحجز الفرقة عبر التلفون والذى كان يوجد دكان حسن حاج عثمان ( ) ولم تكن هنالك تلفونات الا في مشروع الجزيرة لذلك كنا نضع للفرقة برنامج حسب طلبات القرى وكنا ننتظر العطلة الصيفية بفارق الصبر حتى نواصل عرض المسرحية واذكر بان الاخ احمد طة كان يرسل لي خطابات بالبوسطة كنا نتبادل فيها الآراء وعرض المسرحية وحتى تكون العطلة حتى يجمع الله شمل الذين كانوا في مدارس مختلفة .
اما القرى التي قمنا بعرض المسرحية فيها بها كثيرة وسأحاول ان اذكر بعض هذه القرى . الصداقة –طيبة –شرفت –مصطفى قرشي –ودبهاى –مناجزا –المحيريبا –ابوعشر الرى ولها قصة سارويها –الجنيد المصنع –اللعوتة –قنب –العيكورة

احكي ونحن متابعين لهذا السرد الرائع