( من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الناس عنه، ومن أخذ أموال الناس وهو لا يريد أداءها أتلفه الله ) من أخذ أموال الناس يريد أداءها يعني بنية الأداء وبنية الوفاء فإن الله -عز وجل- يؤدي عنه، أما من أخذ أموال الناس وهو لا يريد أداءها فإن الله تعالى يتلفه.
وهذا الإتلاف إما أن يكون إتلافا حسيا له فيصاب مثلاً بالأمراض أو الآفات أو غيرها، أو أنه إتلاف لماله إتلافا حسيا فيصاب ماله بآفة أو نحو ذلك، أو إتلاف معنوي بأن تمحق بركة ماله.
المقصود أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أخبر بأن من أخذ أموال الناس يريد إتلافها يعني لا يريد الأداء فإن الله تعالى يتلفه، وهذا الإتلاف له صور كما ذكرت، قد يكون إتلافا حسيا قد يصاب الإنسان بأمراض في بدنه بسبب هذه الديون التي أخذها وهو لا ينوي الأداء، قد يكون الإتلاف حسيا في ماله، قد يكون نزعا للبركة الله تعالى أعلم وأحكم، فالمهم أن نتيقن أن ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- حق وأن من أخذ أموال الناس يريد إتلافها فإن الله تعالى يتلفه، ووجوه الإتلاف من الله -عز وجل- كما ذكرنا متنوعة وكثيرة، فلا يجوز للإنسان إذن أن يماطل في أداء الحق الذي عليه، ينبغي أن يتربى المسلم على الوفاء وفاء الحقوق التي عليه للناس، ينبغي أن يكون هذا خلقا له خلقا راسخا في نفسه، إذا كان لفلان علي حق فأنا أبادر من نفسي وأسدد الحق الذي علي لفلان طاعة لله -عز وجل- أما أن يماطل الإنسان في أداء الحق الذي عليه فإنه هذا لا يحل له، وهذا من أسباب نزع البركة من ماله؛ بل من أسباب تراكم الديون عليه، ولهذا نجد بعض الناس يستدين ثم تتراكم الديون