الاخوة والاخوات العزيزات
بعد أن أخذتم قسطا من الراحة بعد المعركة الحامية نريد أن نلقي في البحيرة الهادئة بحجر قذفته الكاتبة منى سليمان بجريدة الرأي العام السودانية ونترككم مع المقال:
اذكري أيام صفانا نسوان .. تاكل تنكر
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده أن سبعة من زوجات مسئولي النظام المصري السابق قد رفعن قضايا خلع ضد أزواجهن المحبوسين على ذمة قضايا الفساد وسوء استخدام السلطة .. الطريف أن بعضهن برر رفعهن الدعوى بعدم معرفتهن لفساد أزواجهن وإدانتهن لتلك التصرفات .. ما كنتن عارفات الحاصل؟!!
هروب جرذان (أولئك الزوجات) من سفينة أزواجهن الغارقة، جلب للجنس الناعم بعض هواء تهمة قديمة تلصق بالنساء صفة نكران الجميل، فقد توالت التعليقات على الخبر وكلها تصف النساء بالجحود ونكران الجميل .. مما استدعى للخاطر بعض ذكريات حبوبات لنا فقد سبقن أولئك النسوة في نفس الطريق كحال (الخيزران) جارية الخليفة المهدي التي اشتراها ثم أعتقها وتزوجها وأكرمها غاية الإكرام، ورغم ذلك كانت صاحبتنا ما أن تغضب عليه حتى ترمي في وجهه بالكلمة الخالدة (ما رأيت منك خيرا قط)!
ثم تلتها حبوبة أخرى كان لحركاتها القدح المعلى في وصم النساء بنكران الجميل، ألا وهي (البرمكية)، زوجة المعتمد بن عباد ملك المغرب، فهي أيضا كانت جارية فاعتقها وجعلها ملكة، وبالغ في تدليلها حتى اشتهرت عنها قصة حين رأت الجواري يلعبن في الطين فحنت لماضيها (المطيّن)، فاشتهت أن تلعب في الطين مثلهن (عالم مش وش نعمة) .. المهم إن المعتمد (الحنيّن) عندما أحس شوقها لأيام لعب الطين أمر أن يوضع لها طيب يخلط بالعطور على شكل طين، فخاضت فيه ولعبت.. قادر الله.. سمح القا متين ما اتلقى، ورغم ذلك كانت صاحبتنا أيضا كلما غضبت منه قالت له القولة المعهودة ( إني لم أر منك خيرا قط) فيبتسم ويقول لها : ولا يوم الطين؟؟
التمرغ في نعيم الأزواج عندما تجري رياحهم بما تشتهي الأنفس من الخير، ثم إدارة الظهر عنهم مع انقلاب حركة الريح عكس الأشرعة، صفة ذميمة نهانا عنها الشرع ودعانا للتسامح وعدم إنكار الجميل وعدم الجحود في التعامل مع شريك الحياة ... وأن لا نكون ممن لقبهم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بـ (ناكرات العشير) أو (ممن يكفرن بالعشير).
جمعتني جلسة انس لطيفة ببعض قريباتي في مناسبة سعيدة، وكنا في انتظار مغيب الشمس لنتهيأ للذهاب للنادي لحضور بقية المراسم، حينها اعتذرت إحدى أمهاتي عن البقاء وأخبرتنا عن رغبتها للعودة لبيتها حتى تشرف على تحضير العشاء وتهيئة راحة زوجها الذي اقعده كبر السن والمرض .. راودتها بعض المشاغبات منّا بالتقاعس عن المشوار، ومواصلتها لجلسة الونسة اللذيذة قائلات:
(انسيهو .. ما دام الله ريحك وخلي مرة ولدو تجهز ليهو عشاهو)!!
فافحمتهن بمقولة حنونة تبين نقاء المعدن والأصل الكريم:
كيف انساهو ؟ هي الأيام الحلوة بتتنسي .. ريحني ومتعني أيام عافيتو الله يريحوا دنيا وآخرة ..
فتحت كلماتها الطيبات الباب واسعا لنقاش ممراح فضفضت فيه الكثيرات من الزوجات بيننا بمكنونات صدورهن عن تمنيهن لساعة (الفكة) من قيد الالتزام بواجبات الزوج خاصة بعد ان تغرب ايام مجده و(يبقى على قعاد الضللة) .. بعضهن أفتن بضرورة ان يلزم الزوج ديوانه وان لا (يهوب) على نواحي مجالسهن العامرة .. وعلى كل حال يصح في شأن القواعد من الأزواج مع رفيقات دربهم حكمة (البقدم السبت بلقى الأحد) .. فمن أحسن صحبة زوجته ولم يفتري عليها في أيام عزه وعنفوانه، حفظت جميله وردته له في الكبر رعاية واحتراماً ومراعاة خواطر، ومن قضى شبابه كع وكوع عاد اليرجى الراجيهو، كحال حاج (البلة) الذي كان شديد الصلف مارس فنون القهر دون رقيب على زوجته المسيكينة (رضيانة)، ولكن بما إن دوام الحال من المحال فقد دارت دورة الحياة فأجلست حاج (البلة) في بطن ديوانه يسترجي محنة (الرضيانة) ورضاها .. مرت من أمام الديوان في طريقها للخارج متوجهة لمجلس جبنة الضحي في بيت الجيران .. فناداها في تودد:
الرضيانة .. الله يرضى عليك .. سويلي فنجان جبنة أشربو.
فالتفتت إليه دون ان تتوقف وهي تصيح في ضجر:
آآآآ راجل انت قايلني ماشة ابقى مرتك لي يوم القيامة؟ هديلك بناتك جوة نادي واحدة فيهن التسقيك القهوة