نظرة واقعية في علماء الحضارة الاسلامية
الكاتب
د.حمزة بن محمد السالم
مفكر سعودي
الثروات لا الاديان هي الشرط اللازم لقيام الحضارات في المجتمعات الانسانية . وكونها شرط يعني انه لا يلزم من وجود الثروة وجود الحضارة فقد تكون هنالك ثروات ولا يكون هنالك حضارات . ولكنك لا تجد حضارات دون وجود الثروات (واما لااديان فهي وصف طردي محض وجودها وعدمه لا اثر له في الحضارات ) .
وشاهد ذلك ان الحضارات قبل الاسلام وبعده لم يكن الدين سببا فيها بل عائق لها .ولو سبرنا الحضارة الاسلامية فسنجد ان الحضارة الفكرية العلمية لم تظهر إ لا بعد ان استقرت الدولة الاسلامية وعظم ثرائها وخاصة في دمشق وبغداد والاندلس . باستثناء علماء الحديث ومن يدور في فلكهم فإن الحضارة الاسلاميةالفكرية والعلمية لم تقم إلا على ايدي علماء فلاسفة غالبهم من الملاحدة والزنادقة او من يدور في فلكهم .فالفارابي وابن سينا وإبن المقفع وجابر بن حيان والخوارزمي (عالم الجبر والرياضيات) وعباس بن فرناس وثابت بن قرة وثابت بن سنان والطبيب الرازي وغيره كثر إن هم سلموا من الزندقة و الالحاد لم يسلموا من الاعتقادات الخبيثة .
فقد كان الفارابي يفضل الفيلسوف علي النبي ويكذب الانبياء وله اقوال في إنكار البعث . واما عن إبن سينا فهو كما قال بن الصلاح كان( شيطانا من شياطين الانس ) ووصفه بن القيم بإمام الملحدين .فقد جعل الوحي( فيض العقل ) وجعل النبي فيلسوفا وغير ذلك كثير . واما ابن المقفع فقال المهدي ( ما وجدت كتاب زندقة إلا واصله ابن المقفع ) واما جابر بن حيان فقال عنه بن خلدون اشتغل بالكيمياء
والسحر و الطلسمات. وذكر بن جرير عن الخوارزمي أنه كان من كبار المنجمين وان الجاحظ كان من ائمة المعتزلة وكان لا يصلي ورمي بالزندقة . وذكروا عن الكندي انه كان منجم ضال متهم في دينه واتهم في عقيدته كإخوانه الفلاسفة بلغ من ضلاله انه حاول معارضة القران بكلامه . وفي عباس بن فرناس قالوا عنه منجم نسب غليه السحر والكيمياء وثابت بن قرة قيل عنه انه كان صابئا ملحدا منجما هو و إ بنه إبراهيم بن ثابت وحفيده ثابت بن سنان قال عنهم الذهبي انهم اصل الصابئة في العراق ولم يكن الطبيب الرازي إلا ملحدا من كبار الزنادقة الملاحدة ذكر من كفرياته شيخ الاسلام ابن تيمية الكثير وعن المسعودي قال ( وفي تاريخ المسعودي من الاكاذيب الكثير ما لايحصيه إلا الله تعالي فكيف يوثق في كتاب قد عرف بكثرة الكذب ؟) . ونقلوا عن الالادريسي انه كان خادما لملك النصاري في صقلية بعد ان اخرجوا المسلمين منها . ومن كفريات ابن رشد الحفيد انه كان يقول ان الانبياء يخيلون للناس خلاف الواقع .
قد تاخذ المسلمين الحمية فيستنكرون هذه المقولة ويتجاهلونها ويهاجمون شيوخ الاسلام وهم في ذلك لا يريدون ان يبحثوا في اسباب تخلفهم الحضاري ورضوا بالقعود والتغني بامجاد قوم لا ينتسب غالبهم إلي الاسلام واعتقد ان زندقة علماء الحضارة الاسلامية جاءت بسبب انهم اقحموا الدين في علوم دنيوية مسكوت عنها شرعا فألحدوا وتزندقوا ومما سكت عنه في هذا انهم ما كانوا ليفعلوا هذا لولا ان فكرة اسلمة كل شي كانت قوية انذاك فاتي علماء الحضارة الاسلامية بالعجائب وبنواغض الدين كما اتي اشباههم اليوم ببعض شي من ذلك في زمننا المعاصر . ا.ه
hgls;,j uki
المسكوت عنه
العرض الشجري