ويهدف فئة الطابور الخامس بإعلامهم وعتادهم إلى تهويل قدرة العدو و تهوين شأن الأمة، والمنافقين المذبذبين من العملاء الخونة والانتهازيين الذين لا يشغلهم سوى مصالحهم الخاصة، و يقوموا بطريقة أو بأخرى كتم أصوات كل من يفكر في نفي التهم والأكاذيب الإعلامية، ليتم اتهامه بالعمالة والإرهاب والتخلف. وفي ظل تهالك المؤسسات الإعلامية، وتعاظم الرقابة والوصاية الحكومية لها، صارت الحاجة إلى إعلام يتكلم باسم الحرية المنطقية للشعب من الأمور الملحة لتسيير العدالة الاجتماعية، باعتبار أن الإعلام سلطة رابعة لها من التسلط ما للسلطات الثلاث الأخرى.
من هنا كان لزاما على المؤسسات الإعلامية الذين تجاوزوا الزمن مسافات وأميالا في ظاهر الأمر، فك القيود لعقليتهم الإعلامية المتوقفة عند زمن مضى، وذلك عندما يحاربون بعض الإعلاميين، بحجة اختراق حرية الصحافة، على الرغم أن شعار كل إعلاميي العالم هو إظهار "الحقيقة للرأي العام"، لكن تلك المؤسسات الإعلامية أوجدت خطوطا حمراء وهمية، بمساعدات خارجة عن إرادتها، تعمل لصالح شرذمة قليلة من أصحاب التوجهات المشبوهة، والأفكار المضللة من الطابور الخامس، لتمارس أبشع صور التشويه والإقصاء والهدم، وتكبل كل من يفكر في تجاوز تلك الخطوط، وتلقي بهم في قارعة الطريق، لتفتح الباب على مصراعيه لكل طامح يريد الشهرة ليمارس الدور نفسه بأسلوبهم الوقح، في الوقت الذي يغلق الباب بمصراعيه في وجه الغالبية ممن يخالفهم الرأي والتوجه، ويفضح ممارساتهم وافتراءتهم، ويكشف عن جهلهم الفاضح، إلا في حدود ضيقة جدا من باب كتيح الرماد في العيون.. حين يحصل ذلك؛ سيمحى مفهوم السلطة الرابعة من قواميس الإعلام، ليبقى الإعلام طابورا خامسا حتى إشعار آخر