الاخ العزيـز عبدالمنعم
السلام عليكم والتحية موصولة للجميع خاصة للاخوان الطيب وحافظ والفاتح وللاخت سارة بالطبع والبقية.
سرد رائع ودروس كثيرة وكبيرة ارجو ان نستفـيد منها، ودعوتك للناس بأن يقرأوا، ثم يقرأوا، ثم يقرأوا، ثم يحاولوا ان يـفهموا دعوة مهمة ارجو ان نقف فيها كلنا كثيراً. وهناك عدة نقط استوقفـتني منها ما يتعلق بالدكتور اسحق والدكتور الطيب والفكر الشيوعي والجمهوري وغيره، لكن المـربط اظنه كله في سورة النمل مع الآيات التي اشرت اليها في الاعراف (الاية 172 خاصة). يقول ربنا سبحانه وتعالي فيها "وإذ اخـذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم علي انفسهم السـت بـربـكم قالوا بلـــي شهـدنـا ان تقـولوا يـوم القيامـة إنـا كنـا عن هذا غافليـن". فالسؤال الوارد في الآية الكريمة (السـت بربـكم؟) سُـؤل له كل مخلوق بشري جاء الي هذه الدنيا واستمـرت حياته فيها الي سن الرشد والتكليف والحساب كما يبـدو من الآية. هذا اولاً. نمرة اتنيـن، إن الرد كان من الجميع بغير استثـناء (قالوا بلــي شهدنــا). فالذي مـيّـز الرسول الكريم صلي الله عليه وسلـم انه اوّل من شــهد لله سبحانه وتعالي بأنه ربـــنا. وهنا كل القصة. انظر للسؤال الوارد في الآية مرة ثانية (الســت بربــكم؟). لم يسألنا ربنا سبحانه وتعالي الست بإلهكم؟ واجابة كل مخلوق بشري كانت (بلـــي) وهذا يعني انكل البشر اقـرّوا لله سبحانه وتعالي بالقول بلـــي انت يا الله ربنا. هذا كان قبل خلق ابونا آدم عليه السلام (فيما يشير اليه البعض بأنه عالم الذر كما ذكرت، رغم ان القرآن يصفه بأنه عالم الامر – الآية 54 الاعراف)
وهنا يأتي السؤال: هل بعد مجيئ البشر الي الدنيا (عالم الخلق، كما في الآية المشار اليها) هل يفهم البشر ان الله هو ربهم؟ الذي يفهم ان الله سبحانه وتعالي هو ربـّه فهو، والعلم عند الله سبحانه وتعالي، هو المـوحــّد وهو السائر خلف اول من وحــّد وهو علم الهــدي مـحـمـّد صلي الله عليه وسـلّم. والذي لا يتحد عنده مفهمومي الالوهيه والربوبية هم الكفرة والمشركين. وانظر في كل الكفار والمشركين فهم لم ينازعوا الله سبحانه وتعالي في الوهـيـتـه (وحتـي فرعون اعترف قبل الغرق بإله موسـي) وإنما المنازعة كانت دائماً في الربوبية. فالكفار قالوا، والعياذ بالله، انهم يعبدون الاصنام "لـتقـرّبهم الي الله زلفي" (يعني اتخذوها ارباباً - او وسائط – للتقرّب من الله سبحانه وتعالي). والمسيحيون جعلوا عيسي رباً (قالوا، اعوذ بالله، انه ابن الله) وغيرهم اتخذوا احبارهم ورهبانهم ارباباً من دون الله. اما الذين يتخذون من الشيوخ، احياءً او امواتاً، وسطاء لهم عند ربــنا سبحانه وتعالي، فهم في خطــر كــبير، والعلم عند الله سبحانه وتعالي. والسلام.