اللهم ارحم جدنا الفكي محمد أحمد جلي ، وتقبل بر الدكتور ابوذر ، في هذا التلخيص الجيد لسيرة ذاتية حفلت بالطيب من الأعمال ، والجليل من الاقوال ، وهي برغم ذلك دون ما كانت عليه حياة شيخنا ، ولما كنت واحدا ممن درسوا عليه القران والتجويد تلقينا في الحلقة التي اشار اليها الدكتور ، وكنت انوي ان افرد بوست لذكريات الحلقة ، وقد اورد المقال غير قليل عنها ، فان كان قد تعلم فيها الاعمام ، فقد نلنا حظنا فيها نحن وكنا طلاب في المرحلة المتوسطة ولعل الذين واظبوا عليها د. المهدي د. ابوبكر الامين د.الزين و د.ابوذر في اجازاته وانور عبالله وجبر الله طه و عبده خالد ومامون احمد اطيب وغيرهم، وقبل هؤلاء جيل عبدالله موسي ود. محمد بشير (كان يسكن بيت المدرسة ) والمهندس اسماعيل حسين ، ولااستطيع ان أحصي ذكرت ذلك من باب الفضل لهذا الشيخ وقد حفز الشباب وشجعهم على الحلقة ، في وقت كان تتحكم فيه ثقافة عزل الشفع عن الكبار ، ان انسى لا انسى الختمة ، فهى يوم فرح تكون التلاوة بالكرفون ، ويتجمع لها كل المصلين وكنا نشعر بالفخر ونحن نرتل امام ابائنا واجدادنا ويخرج صوتنا عبر المكبر ، نزداد حبا لشيخنا الذي لولاه لكنا نتسكع في الشوارع وبعد الختام يكون الدعاء طويلا من شيخنا ، وكان يخصنا بشئ في الدعاء ، ولا اشك لحظة ان بركة دعائه كانت عونا لنا الي الان ، له الرحمة ، ثم ختام الختام نفرش سجاد البلاستيك زنقوم بتوزيع الطعام وهو اللقيمات والبليلة والبلح وشاي اللبن ، وكان الجميع يشارك في ذلك الا اني اثبت الفضل لجدودنا علي يوسف وودفرح وطه ودالجلي ففي كل الختمات كانو يجلبون اللقيمات بكميات كبيرة ، نسعد نحن بخدمة هؤلاء ، فكانت مدرسة تعلنا فيها غير القران حب خدمة الاخرين ، وذلك غيض من فيض مما تعلمناه من هذا الشيخ الجليل ، ولعل مايميز شيخنا طريقته في الخطابة ، فهو يرتجل الخطبة دون الاستعانة بورقة ، ولم ندرك هذه الميزة حينها ، وذات مرة حضر احد العلماء واقام دروس في المسجد ، وافتى على احد المذاهب ، واعترض بعض الناس وساد هرج ، فقام شيخنا وظن الجميع انه سيرد على الفتوى ، وقد كان فرد عليها واسندها الي المذهب ثم شرح اراء المذاهب الاخرى ، وختم حديثه بعبارات الجمت العالم والمصلييين قال( كل من البحر ملتمس غرف من البحر او رشف من الديم ) اللهم ارحمه بكل حرف علمه ،
شاذلي