الاستمتاع بالقهوة (منقول من ايميلي )
التقى بعض خريجي إحدى الجامعات
في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة
وبعد أن نجحوا في حياتهم العملية،
ونالوا أرفع المناصب، وحقَّقوا قدرًا من الاستقرار الماديِّ والاجتماعي
وبعد عبارات التحية والمجاملة
طفِق كلٌّ منهم يتأفَّف من ضغوط العمل
والحياةِ التي تسبِّب لهم الكثير من التوتر
'^'^'^'^'^'^ '^'
وهنا غاب الأستاذ عنهم قليلا
ثم عاد يحمل إبريقًا كبيرًا من القهوة
ومعه أكوابٌ من كلِّ شكلٍ ولون:
أكواب صينية فاخرة،
أكواب ميلامين،
أكواب زجاج عادي،
أكواب بلاستيك،
وأكواب كريستال،
فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال
تصميمًا ولونًا وبالتالي كانت باهظة الثمن
بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت ..
'^'^'^'^'^'^ '^'
قال الأستاذ لطلابه
تفضَّلوا، و لْيصبَّ كلُّ واحد منكم لنفسه القهوة
وعندما أمسك كلُّ واحدٍ بكوبِه تكلَّم الأستاذ مجدَّدًا، وقال:
هل لاحظتم أنَّ الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم
وأنكم تجنَّبتم الأكواب العادية ؟؟؟
من الطبيعيِّ أن يتطلَّع الواحد منكم إلى ما هو أفضل
وهذا بالضبط ما يسبِّب لكم القلق والتوتر ..
إنَّ ما كنتم بحاجةٍ إليه - فعلا - هو القهوة، وليست الأكواب،
ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة،
وكان كلُّ واحدٍ منكم
مراقبًا للأكواب التي في أيدي الآخرين ..
وهنا أطرَق الجميع خجَلا
'^'^'^'^'^'^ '^'
أردَفَ الأستاذ: يا أبنائي، لو كانت الحياة هي : القهوة
فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي : الأكواب؛
إنها مجرد أدواتٍ ومواعينَ تحوي الحياة،
والحياة (القهوة) .. تبقى دون أن تتغير،
ونحن عندما نركِّز فقط على الأكواب فإننا نضيِّع فرصة الاستمتاع بالقهوة
وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين
وعليكم
(((( بالاستمتاع بالقهوة ))))
'^'^'^'^'^'^ '^'
في الحقيقة هذه آفة يعانيها الكثيرون
فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على حاله
مهما بلغ من الحُسن
لأنه يراقب دائما ما عند الآخرين ..
يتزوج بامرأة جميلة وذات خلق
ولكنه يظل معتقدًا أن غيره تزوج بنساء أفضل من زوجته ..
ينظر إلى البيت الذي يسكنه وهو يحدِّث نفسه أن غيره يسكن في بيت أفخم ..
وهكذا .. بدلا من الاستمتاع بحياته، يظل يفكر فيما لدى غيره ويقول :
ليت لديِّ ما لديهم
!!!!!
جاء عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم:
( من بات آمنا في سِربه، مُعافىً في بدنه، يملك قوتَ يومه، فكأنَّما حِيزَت له الدنيا بحَذافيرها .. )
وقال أحد الحكماء: ( عجبًا للبشر!!ينفقون صحتَهم في جمع المال، فإذا جمعوه أنفقوه في استعادتها .. يفكرون في المستقبل بقلقٍ، وينسون الحاضر؛ فلا هم استمتعوا بحاضرهم، ولا هم عاشوا مستقبلهم .. ينظرون إلى ما عند غيرهم، ولا يلتفتون لما عندهم، فلا هم حصَّلوا ما عند غيرهم، ولا هم استمتعوا بما عندهم .. خُلقوا لخدمة سيِّدهم سبحانَه، وخُلقت الدنيا لخدمتهم، فانشغلوا بما خُلق لهم عمَّا خُلقوا له ... )
** اللهم ارزقنا الرضا عنك ... آمين **
ri,m lk hghdldg
قهوة من الايميل
العرض الشجري