الزواج سنة الأنبياء والمرسلين، وهو كما عبر عنه عز وجل بأنه: سكن.
وقرار الزواج قرارٌ مصيري؛ بل هو من أهم القرارات في حياة المسلم والمسلمة؛ ولما كان بهذا الحجم لا بد قبل الإقدام عليه من أخذ الحيطة والحذر، والاستعداد النفسي والبدني؛ ولذا شرع الإسلام له شروطاً وأركانا، ومن أركانه: وجود الولي للزوجة، وهذا في قول عامة أهل العلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بولي".
ومن هنا يتبين لنا أن صورة الزواج عبر الإنترنت ـ إذا كان بهذه الكيفية المذكورة ـ هي صورة هشَّة، ربما يتعثر من بدايته ، إضافة إلى أن فيه محاذير شرعية، منها: محادثة المرأة للرجل الأجنبي عنها، وخضوعها له بالقول، وهذا محرمٌ في الشريعة؛ لأن الله عز وجل نهى أطهر نساء الأمة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم عن الخضوع بالقول، فقال سبحانه: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ..}. والمحادثة بالكتابة تأخذ حكم القول. وربما يمتد الكلام حتى يطلب الخطيب رؤية من يحادثها، وهذا فيه محاذير كثيرة، منها الخلوة المحرمة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها. وهكذا يظل الفتى أو الفتاة يتبع خطوات الشيطان حتى يقع في الشراك، ثم يندم، ولات ساعة مندم.
والذي أراه أن الزواج عبر الإنترنت ـ حتى يكون عقداً شرعياً ـ لا بد أولاً من وجود الوسيط الأمين الذي عُرِف عنه الديانة والأمانة، وليس مديراً مجهولا لموقع مجهول ـ كما هو الحال في كثيرٍ من مواقع الإنترنت ـ .
ثم بعدها يأخذ الزواج طريقه المعتاد من وجود الولي والإيجاب والقبول، ونحو ذلك من لوازم العقد الشرعي.
ونصيحتي للسائلة أن تُبين لمن تساهلت في هذا خطر هذه المغامرة ، وتحذِّر من سوء المنقلب، وأن يُعلم أن السبيل الأحسن في كل الأمور هو أن نأتي البيوت من أبوابها وليس من ظهورها.
وفق الله الجميع لكل خير.
.,h[ hgYkjvkj ,o',hj hgad'hk!!