تعرف يا شباب من مشهور ابن عطاء السكندري انه يقول فيما معناه ان التائب الحقيقي من الذنب هو من يسير في استقامته حتي ينسي منعرج ذنبه
و ايضا يقول فيما معناه ان خطيئة تورث ندما خير من طاعة تورث زهوا و كبرياء
تعرف كلامي الفوق ده فيه شوية جدية اكسرو ليكم بي بعض الحكي ي في بداية الثمانينيات كانت لي علاقة قريبة و غريبة من بالمجتمع التحتي كما يقول له في وسط الخرطوم
بدأت هذه العلاقة باقتناع تام مني وفق منظوري الماركسي انذاك بان
النصر للكتل الجائعة و في الحقل للزهرة اليانعة
هكذا كانت انشايد حناجرنا الحمراء في الثمانينيات
تعرفت علي كيمة من النشالين و الحرامية
و كان الهدف من ذلك سياسي بالدرجة الاولي لانني كنت و الاخ الصديق انذاك حميد مقتنعين بان هولاء القوم - اي الشماسة - وقود التغيير
سكنت لفترة ستة او سبعة اشهر في لوكندة النيل الازرق القريبة من كلية الطب لهذا الغرض
كان هذا الامر في بداية الثمانينيات و قد كنت حديث التخرج من الجامعة و كانت محاكم التفتيش المسمية شريعة تنهش في اعراض و حريات المسلمين. كان الشماسة و مجموعات النشالين حذرين جدا من العناصر الامنية اذ ان معظمهم بجانب خوفه من حد القطع كانو علي علاقة بتجارة الخمور البلدية و الحشيش
فكرت في انهم قد يظنون بي الظنون لذلك كان مدخلي معهم الغسال الذي يعمل بالكونده و الذي عرفت انه علي علاقة وثيقة بهم لاتاكد فيما بعد بانه كان واحدا منهم ما زلت اتذكره= محمد الناير= و قد كان يسكن معي بالكوندة مجموعة من ابناء الحلة و لم اظهر لهم الغرض السياسي من السكن =
كان محمد الناير يتوهجا ذكاء و تطلعا و لا تنقصه العزيمة لذلك استطاع تجاوز ادمان الشم و التكسع و عقلية متابعة القطيع.
هذا المحمد الناير وثق فيني لانه و هو الحرامي السابق بدات اكلمه عن مشاكل البلد - قفة الملاح التعليم الصحة - وكيف دولة الاغنياء و الحرامية بتحرم المساكين و هم المنتجين الحقيقين للصمغ و القطن و الذرة و الحيوانات من العائد المجزي و الخدمات و كيف بتقدم هامش الربح الكبير لمجتمع الوسطاء من تجار و سماسرة و كيف نسعي نحنا التقدميين لتنظيم الصفوف من اجل تغيير نظام الدولة لانشاء دولة الفقراء
يقول حميد
ما طل صباح في ها الميناء
كد الكداح شايله سفينة
ترجعبو سلاح و انوار زينة
المهم في الامر
بد ا محمد النايريعجب بي و يثق بي قمت بي خطوة جرئية لاكسب ثقته اكثر
اخبرته انه مكان ثقتي لذلك اريد ان اؤمنه قروشي
لم تكن هذه الخطوة عفو خاطر علي الاطلاق بل كانت خطوة مدروسة لكسب الثقة و قد اعطيته جزء من مرتبي كنتا قنعان منو
المهم ابتلع محمد الطعم رغما عن ذكائه و بدانا رحلة الحوامة داخل مجتمع الشماسة
كانت اول علاقة انشانها مع جدو
جدو القادمة من نيالا خبرني كيف تعلم النشل في سنار التقاطع و علي حسب ما ذكر بان مركز النشالين و مدارس تعليم النشل في السودان في سنار التقاطع
ببراءة شديدة علمني النشل من الطبطبة و الي جر السنجة
الطبطة تعني تجهيز المنشول بواسطة عنصر اخر و جر السنجة تعني عملية النشل
المهم في الامر و كما فعلت مع ود الناير حول الهم العام بدات مع المناقشة و المجادلة مع جدو
جدو ادمن كل شي حياة الشماسة النشل الشم السرقة و - اكل الكمونية كما كان يقول - كل شي كل شي
لكنه لم يفقد ذالك الالق الساطع القادم من شهادة لا اله الا الله في الفم و القلب و هو عفو الخاطر و في احيان كثيرة قرأءة الصدق
قال لي بصدق
يا اخي انا عندي خالي دكتور جاني ساقني معاهو البيت من الشارع و مرتو غريبة مننا
اها انا لمن مشيت بيتو طول الوقت كنتا بفكر اسرقو و علشان ما اسرقو و ينحرج مع مرتو قمتا شردتا من بيتهم و تاني ما برجع ليهم
يا الله
في مرة من المرات تم نشل مطبقة احد الرفاق = ايام زمان كان يحلو لليسارين مناداة بعضهم البعض بي يا رفيق=الطلاب من جامعة القاهرة الفرع كانت البطاقة الجامعية داخل المطبقة التي تم نشلها اخبرت جدو بالامر و باهمية البطاقة لم تمر ساعات لا و كانت البطاقة طرفي
المهم حكي كل من ود الناير ما يحكي و ما لا يحكي الا ان النتيجة ان ما بي داخلهم من خير يفوق الشر
بالواضح هناك ناس خيرهم 99 % لظروف حماقة موروثة و لا مكتسبة و او لاي ظروف تانية في معظم الاحيان يتعاملون بال 1 % فيحكم عليهم معظم المجتمع بي ال 1%
كما ان هناك اشخاص الخير فيهم 40% لكن السياسة و المدارة تجعلهم يتعاملون بهذه 40 % فيحكم عليهم غالبية المجتمع بي 40%
ذكرني ذلك الامر ملاحظة لاحظتها و انا طالب في جامعة الخرطوم لمن كنا بنمشي سينما كليزوم انا مرة دخلتا سينما كلويزوم و بعد الفيلم كنا بنمشي بي كرعينا من كليزوم للبركس المهم في الفيلم البطل = و طبعا بمثل ليك جانب الخير = انتزنق بي كم خاين = الخاين طبعا بمثل جانب الشر= اها انا بدل اشوف الفيلم بتاع السينما بديت اشوف ليك الفيلم بتاع الجماهير طبعا ,اها السينما كلها قابضها نفسها عايزه البطل يهزم الخاين الناس كلها مع البطل- عليك الله لاحظ المسالة دي - بديت افكر انو الناس ديل كان فيهم كمية من النشالين و الحرامية .
المهم لقيت ليك الناس دي كلها واقفة مع البطل- الخير - مافي زول واقف مع الخاين - الذي يمثل الشر - عليك الله شوفو المسالة دي في السينما - لو في سينما زي زمانا و خاصة الشعب
بديت افكر انو الناس ده كلها نسبة الخير فيها اكبر و اعلي من الشر توصلت الي ان ما بالناس من خير اضعاف اضعاف الشر داخلهم
الشر داخل البشر وقتي و الخير هو الغالب
لذلك نحتاج الي رشد و تربية لكي نسيد الخير السائد فينا
لا سبيل لذلك الا وفق المحبة
حب بلا ميزان و لا مقابل
بلا تحسس و لا توجس
بلا انتظار و لا تسليع
و لا يتاتي ذلك الا بي رشد و ارشاد
بي رفقة حسنة و فال طيب و ثقة روحانية
و بي المحبة مع الناس مش تجي طمئنية تعامل ديل يجيبو طمائنينة حاجات اكبر مكن كده
بس تبقي المشكلة كيف نحنا نوظف الخير الفينا يقابل الخير الفيهم و نمشي بيهو سوا