[align=right]يغسل اللوح بالماء ثم يطلي بقليل من الجير او الرماد لتوضيح الكتابة عليه يكتب علي اللوح بمداد يسمي ( العمار ) وهو مصنوع من سخم القدور المخلوط بالصمغ والمء ، يوضع داخل الدواية كمية من صوف ذيل الخيل او البقر لتقليل كمية المداد التي ياخذها القلم في كل غمسة والاقلام مصموعة من سيقان الذرة او نبات التمام.
والعجي في الامر ان الفكي يملي من الذاكرة فلا يلتبس عليه في اي سورة من سور القران البالغ عددها مائة واربع عشرة سورة ولا يرتج في اياته البالغ عددها ستة الاف وستمائة وتسعون اية ولا ينسى مفردا من مفرداده الالغ عددها ثلاثمائة الف وواحد وعشرين مفردا ولا يخلط في لفظين متطابقين في المعني مختلفين في الرسم مثل ( المسلمون) و( المؤمنون) و(ايقن ) و (صدق) و (والمكذبون ) و ( الكافرون). يبدا الاملاء قبل شروق الشمس بقليل ويستمر الي ان يحين موعد الفطور وعندما ينتهي التلميذ من كتابة لوحه يجلس بحيث يراه الفكي ويسمعه ودا في حفظ ما املي عليه فان لحن اصلحه وان تلعثم اعانه .
عندما يحين موعد الفطور يضع التلاميذ الواحهم علي الدكة ثم يتوجهون الي يوتهم . تستمر استراحة الفور الي مابعد صلاة الطهر وذالك ليتمكن التلاميذ من الذهاب الي الغابة لاحضار الحطب الذي يستخدك في ايقاد نار القران خلال الفترة المسائية.
وجبة الفطور التي يتناولها التلاميذ في بيوتهم تكاد تكون متطابقة وتتكون من عصيدة الذرة المضاف اليها مرق من البقول المطحونة او الخضر او اللحم الشرموط ( القديد ) مع مسحوق البامية المجففة ويسمي ( الويكة) ثم يصب عليه سمن الغنم او البقر ، وهذا النوع من الايدام يسمي ( الملاح ) اما وجبة العشاء فتكون حليا صرفا او حليا مع قليل من التمر او الخز . والتقليل من الخز في العشاء مرده خشيه الاباء والامهات من ان تكبر بطن الصبي او ان يصاب بالسمنة . وكلاهما امر غير مرغوب فيه . فالبدناء من الرجال يكنون باقبح الا لغاب ونادرا ما ينادي بدين باسمه فهو الترح او بارد الهم او بارد النسمه او ابو عرايات او ابو دراريش وكلها كناية عن السمنة. وعندما يصل القرعي الي الساحة يبداء يومه بعبارة.
0000 اسمعوني هنا يا ناس ودالماجدي زول امه بتلد لي هسة ولا زول وزنه فوق القنطار مايكلمني ولا يقرب مني وقداعذر من انذر !
والسمن متوفر في كل بيت ويحفظ في اناء يسمي البخسة وهو مصنوع من ثمرة نبات من فصيلة القرع وينتج قطعا باحجام واشكال مختلفة وعندما تنضج القرعة يصبح سطحها الخارجي املسا وصلبا كالخشب .القطع الكبيرة جدا تعمل لها فتحة دائرية قطرها حوالي عشرين سنتمترا ويتم من خلال هذه الفتحة تجويف القرعة باخراج اللب المكون منمادة مرة المذاق وبذور سوداء او بيضاء وتستخدم خسة لحفظ السمن .ام القرعة متوسطة الحجم فتقطع الي نصفين فتصبح سلطانيتين يشرب بهما الماء اوتحلب عليهما الحيوانات. وهنالك قرع صغير يقطع الي نصفين ويطلق علي كل نصف (كاس ) وغالبا مايستخدم في شرب المريسة كما يوجد قرع بيضاوي الشكل يقع الي نصفين ويطلق علي كل نصف اسم (مكمامة ) وتستخدم لغرف العام منالقدور وجاء من وظيفتعها المثل الشعبي .
00000 الفي القدر تجيبو المكمامة.
ومعناه ان الانسان مهما تكتم علي سره فلابد من زيوعه والاواني القرعية هذه رخيصة الثمن لان القرع الذي ينتجها نبات بري لاحتاج الي رعاية او سقاية وقد اشتهلرت قرية ود العباس سنجة بانتاجه، لذلك عندما لايجد القرعي مثلبا يسيء به الي شخص اعترض سيله يصفه بعارة .
0000 امشي مني ياقرع ود العباس ...خمسين بقرش والهوادة مية.
اما اللحم فلا يهتم الناس به كثيرا فبالقرية جزار يذبح في الاسبوع شاة او شاتين، ولاستخدم ميزانا في البيع بل يكوم اللحم الي كيمان ويجعل لكل كوم قيمة يدفعها المشتري نقدا او يقايضها بذرة . وهنالك حالات نادرة يتشاجر فيها ثوران او جملان فيعطب احدهما الاخر فيذبح الذي اعطب ويوزع لحمه لاهل القرية بثمن زهيد وهذه هي الحالات التي تقدد فيها النسوة اللحم وينشرنه علي الحبال ليجف ويسمي ( الشرموط) ويهرس بالمهراس ( الفندك) ويحفظ ليستخدم فيما بعد. وهالك اليور بمختلف انواعها بالاضافة الي الدوجن والارانب البرية كما ان النيل الازرق يجلب كميات كبيرة من الاسماك في موسم الفيضان.[/align]
العرض الشجري