بسم الله الرحمن الرحيم
استهلاك الاسر السودانية بين الابتكار والتجديد
العمل على توفير وتغطية النفقات اليومية عن طريق المساعدة الجماعية (الختة)
واقع الأسر السودانية في المعيشة اليومية والاستهلاك الذي لا يتوقف، به كثير من المفارقات والأسرار التي لا تخفى على أحد ولكن تظل الاسرة متماسكة تعاني الامرين في سبيل توفير لقمة العيش على الرغم من الظروف القاهرة التي تظل تطاردهم من حين لاخر ونجد ان غالبية افراد الاسرة يعملون بهمة ونشاط طوال اليوم من اجل توفير وجبة أو وجبتين في اليوم ومع ذلك نجد من يقول انه لا يدري ماذا فعل بهذه الاموال في حين انه يشتهي بعض الاشياء ولا يستطيع الحصول عليها الا في المناسبات ونجد الآخرين لا يستطيعون التعبير عن هذه المعضلة ويقولون كل ذلك مرده الى قلة الايمان وعدم حمد الله تعالى على نعمته وفيهم من يقول ان ذلك من دلالات اخر الزمان والآخر منهم يجتهد ويبتكر ليدخر القليل ويحرم نفسه من اشياء كثيرة لاستمرار الحياة مع بقية افراد الاسرة ومع تلك المفارقات تستقبلك الاسر السودانية بكل بشاشة وتقدم لك كل ما يلزم الضيف وتكون حريصة على اكرامك اولاً وبهذه الصورة ننقل لك ما يدور داخل بعض المساكن والمنازل التي وجدناها صابرة ومحتسبة تقاوم الظروف والمحن وتقول غداً ينصلح الحال ويكبر الصغار والكل في عمله ويكسب ويزداد الدخل ويتوفر كل ماهو مطلوب.
* تقول الاستاذة زينب محمد الحسن ان مشكلة الاستهلاك متجددة ويومية فالمواطن السوداني تعود على هذه المعضلة ولانها تمثل الهم الاول له فانه بدأ يبتكر كثيراً فمثلاً نحن نساء الحي نعمل على برمجة برنامج «الختة» الصندوق يصرف كل اسبوع لشخص وذلك عن طريق دفع 2 ألف جنيه يوميا ولا يتعدي العشرة اشخاص حتى نستطيع الخروج من نفق الاستهلاك بطريقة غير منتظمة واعتقد ان المال في ايدي البعض يغري الكثيرين في كيفية استعماله ولذلك من الافضل ان يوظف حتى ولو كان بسيطاً ولكن تكمن ايضاً المعضلة في منصرف اخر الاسبوع الذي يتواجد فيه كل افراد الاسرة حيث تحتاج الى ثلاث وجبات يوميا نتيجة للزيارات في هذا اليوم حيث نصرف ما لايزيد عن الـ40 ألف جنيه في اكل مالذ وطاب وذلك نتيجة لأن ايام الاسبوع الاخرى يكون الاكل فيها سندوتشات في اماكن العمل والمدارس ووجبة خفيفة في المساء بالمنزل ولا نفكر ابداً في شراء اللحوم او الخضروات خلال الاسبوع.
* اما سعاد محمد احمد ربة منزل تقول: انه وحسب تجربتي الطويلة في الحياة والحمد لله لدى اولاد في المراحل الاخيرة بالجامعات والان لدى بمرحلة الاساس والذي اود ان اقوله ان الاستهلاك في المنازل اختلف تماما فنحن في فترة السبعينيات كانت الخمسين الف جنيه لا تستهلك في الشهر في حين ان كل الاشياء الضرورية متوفرة ولكن الآن لا ندري ما هو السبب وغالبا ما ارجعه لقلة الايمان وعدم الحمد الشئ الذي يسحق النعمة ويزيلها باسرع ما يمكن وهذا ينطبق على غالبية المواطنين في السودان.
* وتقول سلمي عبد الله:
أعمل انا وزوجي في مصلحة حكومية ومرتبنا معاً لا يتجاوز الـ«600» الف جنيه ولدينا سبعة اطفال في جميع مراحل التعليم ولسد النقص عملت على تحويل مرتبي للصناديق لتوفير المنصرفات الدراسية السنوية اما الاحتياجات اليومية فنحتاج لمحاسب حتى نفهم الموازنة بين الدخل والمنصرف الذي يفوق المليون جنيه.
سمعنا كثيرا عن زيادة الاجور ولكن الواقع ينفي ذلك لان الاسعار ترتفع بنسبة 75% في حالة حدوث اي زيادة في المرتب وكاذب من يقول ان راتبه يغطي منصرفاته حتى ولو تجاوز المليونين ويرجع ذلك الى اسعار السوق التي ترتفع بصورة خيالية لا يمكن ان يتصورها احد.
* ويري عبدالسلام حميدة:
لا يمكن ان يتخيل احد ان يكون لاحدهم مرتب لا يتجاوز الـ«400» الف ويعمل جاهدا لسد منصرفات تفوق المليون ونصف الامر يحتاج الى وقفة الحكومة لمعالجة الخلل اصبحنا لا نستطيع اكل اللحوم طيلة الشهر وبالمقابل اصبحت مرقة الدجاج من اهم عناصر المعيشة ومن اساسيات «قفة الملاح» بجانب الفاصوليا والعدس الذي اصبحت زوجتي تتفنن في طبخه حتى لا يتضجر اولادي في البيت حقيقة الوضع سيئ ويزداد سوءً والسوق يحتاج إلى رقابة حتى لا تزيد الأسعار بمجرد ورود اشاعة عن زيادة المرتبات.
* أحمد سليمان يقول:
راتبي 300 الف جنيه ادفع منها ايجار المنزل غير فاتورة الكهرباء والمياه اضافة الى المصاريف المدرسيةو المنصرفات اليومية التي لاتتعدى الـ10 الف جنيه ويمكن القول بأن المنصرفات تفوق مرتبي اكثر من مرة لذلك عملت على الاستغناء عن التلفون وأصبحت اقتصد في استعمال الكهرباء التي نعمل على إنارتها عن طريق عداد الدفع المقدم ولحل هذه المعضلة ابحث عن عمل مسائي يسد حاجتي وحاجة اسرتي على الرغم من الاجهاد الزائد والاثار السالبة التي تترتب عن غياب رب الاسرة عن المنزل وعدم تواجده إلا في فترات متباعدة.
* حليمة اسحق تقول: انا متزوجة من بائع خضار واسكن في منزل بالايجار ولدى خمسة اطفال في مراحل تعليمية مختلفة وما يكسبه زوجي من بيع الخضار لا يكفي منصرفات الاطفال رغم توفير خضار اليوم ورغم هذا نرى انفسنا افضل من الكثيرين الذين يتقاضون مرتبات حكومية لا تفي بأقل متطلبات المعيشة.
منقول لعيونكم
*عن مجلة الصحافة
hghsv hgs,]hkdi>>>>
المواضيع المتشابهه
الاسر السودانيه....
العرض العادي
