إن العبد محاسب علي أقواله وأفعاله فالله جل وعلا جعل للأعمال في الدنيا حكما واثارا وجعل لها في الاخرة جزاء إما نعيم أو عذاب فعلي المسلم أن يصون أقواله وأفعاله من غضب الله حتي لا تكون عليه وبالا ومن تلكم الأقوال اليمين بالله الذي هو تأكيد الشئ باسم من أسماء الله أو بصفة من صفاته فإن شأن اليمين لعظيم وإن خطره لجسيم فهي ليست كلمات تقولها ولكنها عند الله عهد وميثاق يجب أن يوقف عند حده ويعطي حق قدره وإن المسلم حقا يعظم شأن اليمين ولا يستخف بها لكونه حلفا بالله وأسماءه وصفاته لأن الإستخفاف بها من أخلاق الكافرين والمنافقين الذين قال الله عنهم (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم) (ويحلفون علي الكذب وهم يعلمون) فلا تحلف بالله إلا وأنت صادقا وأقبل يمين الاخر من حلف بالله فليصدق ومن حولف له بالله فليرضي ومن لم يرض فليس من الله ومن الإستخفاف باليمين أن تجعل وسيلة لأمر الدنيا وطمعها فهذا من كبائر الذنوب ففي الحديث يقول النبي صلي الله عليه وسلم (الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب) ويقول (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يكلمهم ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (رجل علي فضل ماء في فلاة يمنعه بن السبيل ورجل باع سلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطي فيها كذا وكذا ففصدقه المشتري فأخذ وليس كذلك ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا للدنيا فإن وفي له منها وفي بيعته وإن لم يوف له لم يوف بيعته) فأحذر أخي أن يرخص عليك دينك في سبيل مكسب من مال لابد أن تفارقه فعظم اليمين بالله إن حلفت وكن من الصادقين الأطهار وللحديث بقية .
ghjpgt, fhggi hgh,hkjl ugd pr