وقد أبدع عركي في توصيل مضمونها بذلك اللحن الهاديء في
موسيقاه وفي إيقاعه وقد ظل عركي وكل زملائه من مطربين
وموسيقيين في ساحة الغناء الملتزم يحرقون انفسهم من اجل
تعديل نغمة أو ضافة صولة أو لازمه حتي يأتي العمل اكثر
إنسجاماً مع نص القصيدة 0
أما شاعرنا المتفرد الأستاذ خطاب حسن احمد فقد كتب نصاً رائعاً
وهي قصيدة (صاحبة في الزمن الصعب) ويعتبر خطاب من شعراء
الأغنية المجددين في الكلام والمعني والمضمامين وهو قد اصبح
رقماً لا يمكن تجاوزه عند تناول لحركة التجديد وإستخدام اللغة
الشعرية الجديدة التي تجبرك ان تجهد نفسك كي تصل إلي ما
يرمز إليه الشاعر وهنا يجدر بنا أن نتذكر رائعة خطاب حسن
أحمد التي أحدثت دوياً هائلاً( البنت الحديقه) عندما غرّد بها
ذلك الرائع الراحل (مصطفي سيد احمد) طيب الله ثراه فاللغة
كل يوم تشهد تجديداً في ثوبها وتبديلاً في توظيف مفرداتها
ويمكن أن نقول (إنت وحظك) ، فإما أن تكون مواكباً أوتتوقف
عند محطتك الحالية فتسبقك حركة الشعر الغنائي بلغته الجديدة
التي أرسي دعائمها شعراء كثيرين،وقد رحل بعضهم عن دنيانا
ولا زالت البقية تواصل حركة إبداعها لتثري حياتنا الفنية
وتجعلها أكثر رقة كي نمتص بها كل آلام (الزمن الصعب) الذي
يجب ان نصحو فيه جيدا ونستخدم كل أدواتنا الفكرية لأجل أن
نتلاءم ونتواءم معه وتقول مفردات هذه الأغنية الرائعة التي
كم كان مطربنا رائعاً في تأليف اللحن الذي يتناسب مع مضمونها:-
لمّا 000لا ترحال يحلك
لا البُعاد00 يقدر يحلك
لا القرب00يقدر يدوم
الكلام بصبح مفرّق
الدنيا تشبه لون بعاد
وأبقي أحوج ما أكون
أنا لي حضورك00بالجد بدورك
فجأة يشع00فيني نورك
والقاك نبتـِّي من تراب السكه
سديتي الأُفق
لِحاك حلمي الملوّن بهمومي
لما يومِك00بلقي يومي
وفصِل همومِك00من همومي
نضحك من الواقع00سوا
نحن القدرنا علي التعب
حرقتنا 000ألسنة اللهب
ولسه00ماسكين الدّرب
يا صاحبه00في الزمن الصعب