بسم الله الرحمن الرحيم
مبدأ كل شئ عظيم
ولد خليل فرح بقرية دبروسة مركز حلفا عام 1894م نشاء وترعرع
فيها وكانت حلفا معبرا لدخول العلماء والمهندسين وجميع المهن
المختلفة وكان يقف علي مدخلها انذاك خليل فرح يشلهد تلك
الحشود الوافدة من المثقفين فنال من نبع قطرة وهذه القطرات
كانت بمثابة الخميرة التي شكلت خليل فرح
هاجر خليل فرح الي ام درمان حيث اسرة ابيه فدخل كلية غردون التذكارية
قسم البرادة الميكانيكية فوجد صفوة من الطليعة القادمين
من الاقاليم الذين التحقوا بالكليات المختلفة فاختلط بهم وتعرف
علي ثقافاتهم ثم واصل خليل فرح اطلاعه في الادب الجاهلي ووعي
ابداعات ادباء مصر امثال طه حسين /العقاد/ حسن احمد الزيات
وحفظ من عيون الشعر العربي الكثير ومما لفت نظره قصيدة
عمر بن ابي ربيعة (اعبدة ماينسي )التي لحنها وسجلها مع قصيدة
(عزة في هواك ) في مصر في اواخر ايامه بصوته فكان حدثا
هاما في ذلك الوقت اشتهر خليل فرح في داخل الكلية بعمل الشعر
فعلم به شعراء ام درمان مما حدا بحضور الشاعر محمد علي عثمان
بدري ابن عمه وسلطان العاشقين يوسف حسب الله ومعهم المبتدي
مركز ليختبر خليل فرح في هذا المجال بدأ المبتدي مركز والحكمان
يراقبان الموقف بدأ ببيت شعر فرد عليه خليل فرح ثم كانت الثانية
والثالثة حتي اعترفا له بالشاعرية ومنحاه الشهادة بذلك
ومنذ ذلك الوقت سمي بشاعر الحديقة نسبة للميدان المنجل نمرة
واحد الذي يقع في الجزء الشرقي من الجامعة الي الان
توسع خليل فرح في علاقاته مع الادباء والشعراء وتمكن من ارتياد
المنتديات كمنتدي ابروف ومنتدي الهاشماب ومنتدي الموردة ثم
منتدي دارفور لتخرج جل أناشيده واغانيه الوطنية منها
وجات من ثم جمعية أتحاد الادباء التي تكونت لجنتها من دار خليل
فرح بالخرطوم وفي بداية العشرينات أشتد ساعد المناضلين والتحم
الشعب بهم وظهرت الاناشيد في كل موقع ومن ثم جاءت جمعية
اللواء الابيض بكوادرها المدنية والعسكرية ومؤسسها وصانع اسمها
الباشمهندس (محي الدين جمال ابويوسف ) وصحبه
قامت ثورة 1924م وخرجت الكلية الحربية بمظاهرة قوية ثم تبعها
الثوار بقيادة المناضل الباشمهندس محمد سر الختم اللقب (بالصائغ)
وهو من اولاد حلفا وهو اول ثائر يدخل السجن طالبت الجماهير
بوحدة وادي النيل وعلي راسهم خليل فرح الذي قال:
مـن تـبـيـنـا قـمنـا ربــيـنـــا
مـا اتفاسلنا قط في قـــــليل
دا ود عمي ودا ضريب دمي
أنت شنــو طـفـيلـي دخــــيل
وقد واجه خليل فرح المستعمر والقصيدة طويلة ( نحن ونحن الشرف
البازخ ) واردفها ( ماك غلطان دا هوي الاوطان ) عاش خليل فرح
فترة وجيزة لا تزيد عن التسع عشرة سنة منذ تخرجه عام 1913م
من الكلية عاش عيشة الكفاف لا يملك في هذه الدنيا الا شبرا واحدا
فقط في مقابر احمد شرفي ولكنه وجد الكثير من هذا الشعب الوفئ
وقد طبع ابن عمه الاستاذ حسن عثمان بدوي كتيبا جمع فيه
كل الكلمات والمقالات الاشعار التي قيلت في ليلة تابينه وكرمته جامعة
الخرطوم وكلية جامعة القاهرة وكرم بنيشان العلم الذهبي مع ثوار 1924م وكرم نفسه حين قال :
مـن فـتيـح للــخـور للـمغــالـــق
ومـن عـلايل ابـروف للمــزالــــق
قـدلة يا مـولاي حــافي حـالـــق
في الـطريق الشـاقي الــــترام
وكان خليل فرح يعشق اماكن منتديات الادب ولا يتحدث الا نادرا
وكان صبورا وهو يعاني من مرض الدرن ولم يكن منزعجا وكان علي
يقين ان وفاته قريبة جدا وقال عن الجلد والصبر:
جن ليلي وشاب راسي فما
كلت ركابي وهمتي للصعـــودي
انا والدهر تؤامان كما اشكو
يشكو تجلدي وصمـــــــودي
توفي خليل فرح في 30/يونيو/1932 م طبع ديوان خليل فرح بتحقيق
البروفيسور علي المك بعد جهد جهيد فلو لا مجهوداته لما راي ديوان خليل فرح النور عليهما رحمة الله
oJJJgJdg tJJJvp