في احدي الصباحات الممطره الجميلة ,,,, وبعيد صلاة الفجر ,,,, بدأ
الظلام ينحسر امام شروق شمس يوم جديدفبدأت الشمس ترسل خيوط اشعتها
الذهبية ,,,, لتلامس شغاف قلبي قبل ان تلامس مياه النيل الهاديه الدافئة
لتشكل لوحة ربانية رائعة ,,,, تجسدت امامي وانا افكر في هذا الكون البدئع
وهذه الطبيعة الخلابةالتي اختص بها الله اهل هذه الديار ,,,, خلفي ترقد بيوتات
بلدتي الوادعة الحنينة ابوفروع ,,, تعالت الاصوات وشقت سكون الفجر الصامت
الجميل ,,, وبدأت الحياة تدب في بيوتات وطرقات القريةواذقتها ,,,, تعود
لي هذه الذكريات كانها قادمة من الزمن البعيد ,,,, انظر الي تفاصيلها
فاجد فيها ملامحي القديمة ,,,, وعمري الذي ولئ ,,, واحلامي التي لم يكتب لها ان
تري النور ,,, فاجهش بالبكاء وتجهش معي عين السماء ,,, كانت الدنيا نهاية
خريف عامر ومطر هامر ,,, فمنذ ان كنت صغيراً وغريراً كنت مفتونا بهذا
الفصل المسمي بالخريف ,,,, اصابتني حمي حب المطر ,,,, اعشقه عشقاً خاصاًواحتفي
بقدومه علي طريقتي الخاصة ,, فعندماتتسابق حبيبات المطر بالسقوط ,,, اطرب
لصدي سقوقطها اعتبره لغة خاصة ,,, حين يكلم الارض بالحب ,,,,,,والرحمة
وينسكب علي جسدها الملتهب ليطفئ بريق الاشواق فيها ,,, ويرؤي ظمأ القلوب
للحب ,,, كرغيف خبز خارج من الفرن مشتاق للافواه ,,, عشاق الطبيعة
قد يفهمون بعضاً من لغة المطر وكثيراً ما يكونون اكثر فهماً لاسرارها ,,,, ورموزها
وما بين سطورها او ثنايا حروفهايشتمون رائحة انفاسها الذكية الحمقاء
فتذكي الانوف ,,, وللمطر قصائد حب ,,, غزل عشق ,,, رحمة ,,,, وقصائد حنان
نقراءها في صوت الرعد ,,, زخات المطر ,,,, ونور البريق ,,,, وومض البرق
ولمعانه ,,,, فينقش تلك القصائد في أنامل الليل ,,, وكف الصباح
وصفحة الفجر ,,, كل عشاق الطبيعة يستطيعون ان يشتموا انفاس المطر
ويشربوا من قطراته ,,, ويكتبوا بمداده ,,, ويفهموا احساسه ,,, أعيش مع كل
حبة مطر حياتها ,, اسرارها ,, واخترق حدودها ,, اسير بدروب يأسها عند اصطدامها
بجلمود صخر ,,, وافرح بطرق امالها وافراحها حين تتعانق مع بعضها البعض عندما تلتقي
في مجري واحد (الخور) ,,, اعيش فترات صمتها ,,, فترات همسها ,,,, فترات صراخها ,, عند
تجمعها الاخير علي ضفة ترس ,,, او تحت طبقات الارض ,,, او برك الغابة الخضراء ,,, أعيش الحياة مرات عديده في احضانها وانا ياربي كما خلقتني ,,, واضمها الي صدري كانني اضم اعز الحبايب ,,,,وأستلهم اكبر المعاني من خلالها ,,, وانطلق معها الي افاق لم تصل اليها حتي الان مخيلة بشر لله درك يامطر