آخر 10 مشاركات : سبتمبر 2007م أعوام من النجاح والتواصل (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 6 - المشاهدات : 26182 - الوقت: 12:31 PM - التاريخ: 05-04-2025)           »          ما أقساك يا وطني!!! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 40 - المشاهدات : 61722 - الوقت: 11:14 AM - التاريخ: 04-09-2025)           »          فاتورة منتديات ابوفروع للجهة المستضيفة (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 69280 - الوقت: 09:37 PM - التاريخ: 12-05-2023)           »          تحديث خريجي ابوفروع بالجامعات والمعاهد والدراسات العليا والكليات العسكرية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 76103 - الوقت: 06:27 AM - التاريخ: 12-23-2022)           »          عودا حميدا وترحيب بالاخ دفع الله الزين يوسف (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 4 - المشاهدات : 75931 - الوقت: 05:03 AM - التاريخ: 11-09-2022)           »          التسجيل متاح في منتديات ابوفروع (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 74012 - الوقت: 04:53 AM - التاريخ: 11-09-2022)           »          عزاء (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 75552 - الوقت: 10:13 PM - التاريخ: 04-20-2022)           »          عزاء (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 46252 - الوقت: 12:40 PM - التاريخ: 09-26-2021)           »          السيدة ليا بنت يعقوب (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 73376 - الوقت: 09:34 PM - التاريخ: 09-19-2021)           »          عزاء واجب (الكاتـب : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 44990 - الوقت: 09:33 AM - التاريخ: 08-25-2021)

العودة   :::: منتديات أبو فروع :::: > - ——( ¦ ¦ ¦ ¦ الساحة العلمية ¦ ¦ ¦ ¦ )—— - > منتدى اللغات والترجمة


الموفق من يستثمر فشلة

منتدى اللغات والترجمة


الموفق من يستثمر فشلة

هذا الموضوع نسخته من صحيفة الجزيرة عدد اليوم 6/4/2013 و قد ذكرني هذا الموضوع الحالة التي آلت اليها منتديات ابوفروع و انا اعتبرها نوع من الفشل اتمنى ان يكون طريق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /04-06-2013, 08:52 PM   #1

 
الصورة الرمزية حاتم محمد دفع الله
مشرف

حاتم محمد دفع الله غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : Sep 2007
 المشاركات : 753

افتراضي الموفق من يستثمر فشلة

هذا الموضوع نسخته من صحيفة الجزيرة عدد اليوم 6/4/2013 و قد ذكرني هذا الموضوع الحالة التي آلت اليها منتديات ابوفروع و انا اعتبرها نوع من الفشل اتمنى ان يكون طريق الى النجاح .
------------------------------
الفشل هو نقيض النجاح والتميز، وكل إنسان معرض للفشل وللنجاح، ولكن الموفق من يستثمر فشلة ويحوله إلى نجاح، وهو الأمر الطبيعي الذي يتمشى مع سنة الله عز وجل في خلقه، فقد أوجد الناس وجعل أحوالهم جارية على سنن قدرها وقضاها (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس) الآية (140) من سورة (آل عمران).

فالفاشل قد ينجح، والناجح قد يفشل، إذاً فالفاشل ليس هو الذي يقع في الفشل، فذاك سنة كونية، إنما الفاشل من يقع في الفشل ولا يحاول الخروج منه مصداقاً للقول الكريم (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ) الآية (18) من سورة (النساء).

ولذا فإن للفشل بهذا المفهوم مخاطر عدة منها ما يلي:

) الإحباط أو اليأس، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تلافي الإبداع والتميز والهروب من التحدي والانجاز، كما أن الإحباط يولد الهزيمة النفسية للمجتمع، مصداقاً لقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (من قال هلك الناس فقد أهلك) رواه مسلم.

) التهور واللامبالاة، فشعار الكثير ممن وقع في الفشل (خربانة زيدها خراب) وهو أمر غير عقلاني لأن ذلك يؤدي إلى تصرفات غير محسوبة خالية من المنطق والحكمة.

) عدم الإنتاجية بسبب تحكم اليأس الناتج عن الفشل.

) التنازع والفرقة، لأنه حين يستحكم الفشل في الشخص يؤدي به إلى عدم قبول النصح والتوجيه، وعدم قبول الواقع الذي يعيش فيه، ولا يكون لديه هدف أو مشروع يعمل من أجل تحقيقه.

) الحسد، فالفاشل قد توجد عنده نفس انتقامية وحاقدة على كل ناجح أو إبداع، فتراه دائماً كثير الانتقاد والسباب واللمز وازدراء الآخرين والتقليل من إبداعاتهم، وفي هذا الإطار يقول الشاعر:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه

فالكل أعداء له وخصوم

وإذا كانت تلك هي مخاطر الفشل فإن له أسباباً، ومنها ما يلي :

) الاختلاف والتفرق، وهو باب للفشل (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الآية (46) من سورة (الأنفال).

ولخطورة الاختلاف فقد أدى مثلاً إلى سقوط الأندلس، فقد كان المسلمون بالأندلس (شافعيين وحنفيين) فحصلت بينهم فتنة كبيرة حتى أباد بعضهم بعضا، وهو ما سهل سقوط الأندلس وخروجها من يد المسلمين.

) العجز والكسل، وهما صفتان تؤديان إلى فوات كل ما فيه مصلحة الإنسان ومجتمعه، فمن يتسم بهاتين الصفتين يدور في حلقة مفرغة لا يقدم من خلالها أي مشاركة ايجابية.

) التعصب للرأي، على مبدأ (مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَاد) الآية (29) من سورة (غافر)، أو مقولة (أنا والطوفان من بعدي).

) ادعاء الكمال، عندما يشعر الإنسان بعد حين أنه غير معرض للفشل، فهو يميل إلى عدم التطور والتغيير، فوهم الكمال قناعة زائفة ليست موجودة لدى الناجحين، ولذلك حرص القرآن الكريم على استبعاد عملية الزمن في قضية التربية والإصلاح (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) الآية (16) من سورة (الحديد).

وحول هذه الآية الكريمة يقول الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه (ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين).

) الثقة المفرطة بالنفس، فثلاثية الفشل (أنا، ولي، وعندي) هي الهلاك والفشل الذريع، ففي غزوة حنين هزم المسلمون لأن بعض الصحابة رضوان الله عليهم قالوا لا نغلب اليوم من قلة (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) الآية (25) من سورة (التوبة).

ولكي نتلافى السقوط في الفشل يجدر مراعاة الحقائق التالية :-

) ضعف الإنسان ونقصه، فجميع تصرفاته قابلة للخطأ والصواب، والفشل والنجاح، فالإنسان عندما يعي هذه الحقيقة فإنه لا يركن للفشل بل يسعى للخروج منه وتحقيق النجاح.

) الإيمان بالقضاء والقدر، فعقيدة المؤمن هي (واعلم أن ما أخطاك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك) فالمطلوب الاجتهاد والعمل والتوفيق بيد الله (اعقلها وتوكل).

) الاستخارة والاستشارة، فالاستخارة دليل التأني والتريث قبل إبداء الرأي أو اتخاذ القرار، والاستشارة دليل المشاركة والفريق الواحد (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) الآية (159) من سورة (آل عمران).

فإذا كان هذا هو شأن النبي عليه الصلاة والسلام الذي يوحى إليه، فكيف بغيره من عباد الله الذين جبلوا على التقصير والنقص والخطأ.

) البداية من انتهاء الآخرين، فالناجح المبدع ليس لديه فشل، إنما تجارب وخبرات، فالسقوط في الفشل تجربة وخبرة عليه أن يستثمرها في بدايته الجديدة.

وأخيراً ما الذي يمكن أن نتعلمه من الفشل، وهو كما يلي :

) الفشل لا يعني السقوط للأبد، بل إنه عبارة عن محاولة لم تنجح.

) الفشل يحدد الأصدقاء الأوفياء ويبعد أصدقاء المصالح.

) الفشل يعلم القدرة على الابتسامة للآخرين وقبول الخسارة في أي مجال بروح رياضية.

) يستفاد من الفشل مراعاة مشاعر الآخرين عند فشلهم والتعاطف معهم.

) إن الفشل بدون أب، أما أمه فهو الشخص الفاشل، أما النجاح فله العديد من الآباء والأمهات بالإضافة إلى الشخص نفسه.

) إن مدرسة الفشل باقية ومستمرة وذات أسوار عالية، ولا يستطيع تلاميذها الهروب منها قبل التخرج منها ناحية النجاح، وهي مفتوحة باستمرار لتلاميذها القدامى، وهم في قمة نجاحاتهم لاحتمالية عودتهم للفشل، فالفشل في الحياة حقيقة لا يمكن تجاهلها.

) الفشل قد يكون عاراً أبدياً، وقد يكون مجداً خالداً على حسب التعامل معه، فعلينا أن نختار أياً منهما.


hgl,tr lk dsjelv tagm









التعديل الأخير تم بواسطة حاتم محمد دفع الله ; 04-06-2013 الساعة 08:58 PM
  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-07-2013, 09:29 AM   #2

عضو جديد

اشرف محجوب عثمان غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 891
 تاريخ التسجيل : Sep 2012
 المشاركات : 7

افتراضي

جزاك الله كل عنا كل خير أخي حاتم ... وأضيف إلى كلامك معنى من أجمل معاني الحياة، وهو النظرة بتفاؤل مهما كانت الأحداث سلبية؛ فنحن في دار اختبار ومن الطبيعي أن تحدث لنا أشياء لا نرغب فيها ولا نتمناها. فماذا يكون شعورنا نحوها؟ وما الذي يحب علينا فعله حيالها؟ تلك هي المشكلة التي نبحث فيها لنفهمها ولنجد حلا لها.

هناك من يكتئبون ويصابون بالإحباط واليأس عندما تصدمهم بعض الأحداث. وهو إحساس أشبه بالظلام الذي يخيم على سماء قلوبنا ونفوسنا، فنشعر بالحيرة، وعدم القدرة على مواجهتها. فتكون النتيجة إحساساً سلبياً تجاه الحياة والعالم. والمسلم الحق الذي عرف دينه وفهم عن ربه لا بد وأن يكون شجاعًا في مواجهة الأزمات والشدائد، لا بد وأن يكون أمله في الله أكبر وأعظم من أن يهزمه الشيطان بخواطر الإحباط واليأس.

ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة.. تذكروا معي كيف أن النبي هوجم في وطنه، وحورب من أهله، وطُرد من أحب البلاد إليه، فلم ييأس ولم يحبط ولم يتخلَّ عن الثقة في أن الله سيعينه وينصره ويثبت أقدامه أبدًا. هاجر إلى المدينة، ومن هاجروا معه تركوا خلفهم ديارهم وأولادهم وأزواجهم وأموالهم وفروا بدينهم.. ترك النبي ومن معه كل شيء وهم متوكلون على الله، لم يتشككوا ولم يحبطوا ففتح الله عليهم مع نبيه الكريم، وأفسح لهم صدور إخوانهم من الأنصار، وفتح لهم قبل هذا وذاك أبواب السماء تستقبل دعاء أحيائهم وأرواح أمواتهم لأنهم صبروا وصدقوا وكانت ثقتهم في الله أكبر من أن يحدّها عداوة أحد من المشركين أو فقد أحد من الأهل أو حتى ترك كل ما يملكون. وهذه هي العظمة في ديننا وهؤلاء هم الرجال كما وصفهم الله تعالى في سورة الأحزاب: " مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ ومِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً".

وكان المسيح عليه السلام يمر ومعه أحد الحواريين على طريق به كلب ميت فقال الحواريُّ: "ما أنتن رائحتَه"!، فقال له سيدنا "عيسى" عليه السلام: "وما أبيض أسنانه"!!، وهكذا نتعلم من الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين أن المشكلة تكمن في النظرة التي ننظر بها على الأحداث، فمنا من ينظر للشيء السلبي فيها وكأنه بلسان حاله يقول: "ما أنتن رائحته"، ومنَّا من ينظر للشيء الإيجابي فيقول: "وما أبيض أسنانه"... ومن هنا نتعلم أن لكل شيء وجهين أحدهما سلبي وهو الباعث على القلق والتشاؤم واليأس، والآخر إيجابي وهو الباعث على الاطمئنان والتفاؤل وتوقع الخير من الله.. وعلى أحدنا أن يختار إلى أي وجه يميل.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا".. وأنه ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما. وفي هذا ليعلمنا أن ننظر للأمور بتفاؤل وأن نستبشر ونُبشِّر ولا نُحبَط ونيأس.

ولنا في موقف الرسول وصاحبه القدوة الحسنة إذ هما في الغار إذ وقف الكفار على بابه وخشي "أبو بكر" على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: لو نظروا تحت أقدامهم لرأونا.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا "أبا بكر" ما ظنك باثنين الله ثالثهما"!

وفي ذلك ليثبت فؤاد الصِّدِّيق رضي الله عنه وليثبت فؤاد كل مسلم ضاق به الحال وليُعلِّمَه أن الله مطَّلع عليه وأنه يراه وأنه سينجيه ما دام العبد يتذكر مولاه، فليستبشر بالله وليطمئن قلبه به وليتفاءل مهما كان الحدث سلبيًا والأمور عظيمة؛ لأنه مهما كان العبد في ضيق فإن الله يخرجه ومهما كان العبد في عجز فالله القادر يعينه، فلنلجأ إليه ونستبشر به فليس لنا غيره: " أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ ويَكْشِفُ السُّوءَ ويَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ".

فإذا علل أحدنا نظرته السلبية للأمور على ظلم وقع عليه وأن الظلم عندما يقع على أحدنا ولا يستطيع دفعه يشعر الإنسان بالعجز واليأس ومرارة الإحباط، وتهرب من على شفتيه البسمة ومن قلبه روح التفاؤل.. نقول له نعم إن وقع الظلم على النفوس عظيم، ولهذا قال تعالى: "لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ". فإذا شعرت بالظلم وقلت سوءًا ودعوت بالسوء على من ظلمك وجهرت به دون إرادتك فإن الله يتجاوز عن ذلك.. بل ولا بد من أن ينصرك الله ولو بعد حين..


ولكن لتعلم يا أخي ولتعلمي يا أختاه أن أسوأ من مرارة الظلم وأشد وقعًا على القلوب منه الرغبة في الانتقام!!لأنها تورث أسوأ أنواع الكراهية وإذا دخلت قلبا اسودَّ وانطفأ نور الإيمان فيه، فمن أين تأتيه راحة القلب والتفاؤل، ومن أين تأتيه البشرى بغـدٍ قادم يحمل إليه رضاء نفسه ورضاء الله؟!

وقد وجَّهنا الله إلى الدواء الشافي للقلوب من أمراض الكراهية التي تدفعنا لليأس والحقد أملاً في أن نتمتع بالرجاء والتفاؤل.. فقال الله تعالى: " ولْيَعْفُوا ولْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
أي أن العفو والصفح يجلبان مغفرة الله تعالى كما قال، فربما أتى الله بهذا الظالم حتى يطهرك من ظلم أوقعته على إنسان، سواء عرفت أم لم تعرف، وسواء قصدت أو لم تقصد.. فلنفهم فقه البلاء حتى يتبين لنا حنان الله من خلف أبوابه، فالبلاء باب باطنه فيه الرحمة وإن كان ظاهره العذاب..

فإذا ظُلِمت فاصبر واستبشر وتفاءل وقل عسى الله أن يجعل من بعد عُسرٍ يُسرا، وعسى أن يطهرني ويزكيني ويرفع عني ما هو أشد مرارة من هذا الظلم الواقع علي، أو عسى أنه يريد أن يقربني إليه، فنارُ البلاء تُخلِّص الإنسان من شوائب النفس الأمارة بالسوء.. ومن تطهرت نفسه وصلت لاطمئنانها وناداها الله في ملكوته: " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وادْخُلِي جَنَّتِي".

فيا أخي ويا أختي، مهما يكن ما نحن فيه علينا ألاّ نيأس أبدًا. علينا أن نسعد بحياتنا على ما هي عليه، علينا أن نتفاءل وأن تكون مشاعرنا إيجابية مهما أحاط بنا من أشياء سلبية، فالله قادر على أن يحيل الليل إلى نهار، والظلمة إلى نور، والخوف إلى أمن، والفقر إلى غنى، والذلة إلى عز، ولا حالَ يدوم.. وسبحان القائل جل في علاه: "وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ"..فيا سعادة من صبر وتفاءل وأحسن الظن بالله ويا شقاوة من جزع ويأس ونسي أن له ربًّا يحميه ويعطيه ويسنده ويقويه.

"... فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَذِي بَايَعْتُم بِهِ..."

.. استبشروا وتفاءلوا وثقوا تجدوا ما ظننتم،
فالله عند ظن عبده إن كان خيرًا وجد الخير
وإن كان غير ذلك وجد ما ظنه فيه..
"... ومَا رَبُّكُ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ".








  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump


الساعة الآن 10:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
التسجيل