بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
يصبح الأطفال المعزولون عن الأم والمتربون في دور الحضانة معقدين لأنهم عند أجنبي ومحرومون من عطف الأم، وأن هذه العقد هي أساس جميع المفاسد أو أكثر المفاسد عند البشر.
وإن سبب الحروب التي تقع هي العقد الموجودة في قلوب المتعطشين للدماء، وهذه السرقات والخيانات أكثرها بسبب العقد التي لدى الإنسان؛ فأطفالكنّ سيصبحون معقّدين عندما يعزلونهم عنكنّ بسبب حرمانهم من عطف الأم، وسوف ينجرّون إلى المفاسد. وكان هذا النظام [نظام الملك] مكلف بإفساد أطفالنا، ولم يكن يسمح لهم منذ البداية أن يكبروا في أحضان المحبة ويتربوا فيها، لكي يصبحوا معقدين. ثم كانوا يرسلونهم بعد ذلك ليتتلمذوا على يد المعلمين الذين جاء بهم النظام، ومن ثم إلى الجامعة التي أسسها هو. وهذه كلها من الأول حتى النهاية كانت فساداً وإخراجاً من النور إلى الظلمات، وهكذا نراهم لم يسمحوا بقيام التربية الإنسانية.
إن حضن الأم هو أعظم مدرسة يتربى فيها الطفل؛ فما يسمعه الطفل من الأم يختلف عّما يسمعه من المعلم، إذ إنه يستمع منها أفضل من العلم، ويتربى في حضن الأم أفضل من جوار الأب، أو من جوار المعلم. فبناء الإنسان وظيفة إنسانية، ووظيفة إلهية، ومسؤولية شريفة. وإن هؤلاء الذين لا يريدون بناء الإنسان إنما يخافون من الإنسان. وهذه الأنظمة تخاف من الإنسان، ولو ظهر إنسان واحد في أي نظام فإنه قادر على تغيير الأمور.
. إنهم يخافون عالم الدين لأنه يربي الإنسان، وإنهم لا يريدون ظهور الإنسان، لهذا نراهم استهانوا بتربية الأم لأولاها، وسخّروا إعلامهم لذلك، إلى درجة أن نفس الأمهات ربما صدقن ذلك، وأولئك اللواتي وقعن تحت التأثير أرسلن أولادهنّ إلى دور الحضانة، فعزلوهم عنهنّ، وتربوا هناك
l]vsm hgHl