أخبرني هاشم ود القاضي عليه رحمة الله أن أول من غنى للحلة في الخمسينيات هما الثنائي حمد ود العرش عليه الرحمة والحوري ود الحسن وكان للثنائي رمية مشهورة لابد من استهلال الحفلة بها وهي :
بيتكن مجاور بيتنا وليه *** ما بتجو تشيلوا الملاح من بيتنا
وتمضي الأيام والشهور ثم يتألق كروان أبو فروع " كرم الله " ومعه مجموعة من الشباب ولم تدخل الكهرباء ولا التلفزيون بعد الى الحلة ولم يكن هنالك إلا راديو حاج الطيب ود عثمان اول من ادخل الراديو " ووسائل الترفيه المتاحة كانت السينما المتجولة التي يشهدها الجميع الرجال والنساء والشباب بنوعيه ولا ننسى عربات الدعاية المختلفة من اسبيرو وكافينول وغيرها ".
وفي هذا الجو من البساطة والطيبة ظهر ود كحيل وابظامبوط وكان الاخير مولعا بالسينما فنادرا ما يسجل اسمه في قائمة الغائبين عنها وكان الصغار يتسابقون اليه لسماع الاغاني الهندية .
اما الشاب ود كحيل فقد عاش شبابه بكل ماتحمل الكلمة من معنى __ الشعر الخنفس والعراقي الساكوبيس والسروال الطويل والطاقية الحمراء ولسان حاله يغني " الليلة دوبو حلاة البلدي فوقو "
وفي صباح يوم ابو فروعي جميل وبعد ان ركب المزارعبن حميرهم ذاهبين الى مزارعهم وذهب الطلاب الى مدارسهم وبعد ان خلصت بائعات الزلابية والطعمية جرادلهن واوشك خضار ود قراي على النهاية وكذلك لحمة ود ابخريسات وكمونية حسب الله في هذ الوقت جاء ود سمرة من الخلاء ووجد اللوري " إرن " فنادى الطيب في شنو يا ولد ؟ مالكن ما طلعتو , اجابه الطيب يابا ود كحيل ما جاء .
طبعا عتالي في اللوري وهنا قال ود سمرة " قول يالطيف " كدى اصبر لي انا بمشي اشوفه ان شاء الله ما عنده عوجه وذهب ود سمرة ودق الباب مرة ومرتين ولا حياة لمن تنادي واخيرا نط الحيطة وهنا كانت المفاجئة ود كحيل نائم بل شبعان نوم طبعا مساهر مع كرم الله في الحفلة ووجد أثر جر العنقريب في ظل الصباح بعد ما حرقته الشمس وقف ود سمرة وتأمل هذا المشهد جيدا وابى ان يصحية ورجع وهو يردد " ود سمرة لواري ود سمرة حواشات ود سمرة كمائن وكمان صاحي من الفجر وودكحيل حق السفة ماعنده ونائم لي الضحى حرم كان ارجع انوم "
ولا بد لنا احبابي من وقفه ولو قصيرة مع المسرح ولنذكر إخوانا لنا صعدوا مسرح ابو فروع من امثال معتصم الحسن في دور " العجب" وابراهيم مصطفى في دور بيت قوقو " ولكن للاسف توقفت اسهاماتهم .لا ادري لماذا ؟
ونحن نطوف بابي فروع طولا وعرضا وتاريخا وادبا لابد ان نذكر الشاب الهمام " غازي" الذي وهب وقته لعمل وضرب الطوب الاحمر لبناء المدرسة المتوسطة للبنات وذلك في مطلع الثمانينات واستميح القراء عذرا ان اهديه هذه الميدالية الماسية الفريدة وبالتأكيد غازي لم يكن بمفرده بل كان يعمل مع كوكبة من خيرة الشباب ولكن كلن الدينمو المحرك ولكنه الاخر سجل غيابا كاملا فيما بعد .
واسمحوا لي ان اختم مقالي بشخصية فكاهية لها لونها وطعمها ورائحتها المتميزة الا وهي شخصية عمر الترب فقد اوتي الرجل من البديهة وسرعة الرد حظا عظيما حتى ان البعض يتجنبه خوفا من لسانه ولكن الغالبية تحب فكاهته وملاحته . يحكى انه وفي يوم من الايام كان ينادي على احد ناس الحلة وهو على بعد مسافة ليست بالبعيدة وكان الرجل ثقيل السمع وبالتأكيد لم يسمعه فناداه احد المارة قائلا نادي ولده _ طبعا الرجل كان يسير بصحبة ابنه ِوبسرعة رد عليه عمر قائلا " ها الزراعة ما نفعت تنفع الرقاعة "
وإلى لقاء قريب .
أصالةً عن نفسي ونيابة عن كل العضوية التي أحست نفس إحساسي !
نحي هذاالتواصل السرمدى لإيقاع الامس.. وجمال الكلمات التي ..تناسب سلسلة فى الجو هذا الرطيب .
مع خالص التحايا والاشواق لك ولجميع افراد الاسرة الكريمه
التعديل الأخير تم بواسطة sara kamal ; 07-04-2008 الساعة 04:20 PM
الأستاذ والأخ/ مشرف
تحية عطرة كصباح أبو فروع الجميل الممطر هذه الأيام وعشمنا نتلاقى في ربوعها في إجازة هذا الصيف .. وبرضو عشمنا ألا تنقطع عن المنتدى وأهله
الاستاذ الجليل لك كل التحايا وانت تسرد تلك الحكايات الجميلة وربنا اديك الصحة وطولة العمر ولاتحرمنا من طلتك ولك منى جزيل الشكر واتمنى ما تطول الغيبة والاختبارات خلاص انتهت يعنى مطالب كتير على الوقفة الوقفتها ,,,,,
شكرا لك الاستاذ مشرف على هذه الذكريات الطيبه وتزودنا بحاجات جميله خليتنا نقول ياريت لو عشنا معهم الزمن الجميل واتمنى ان لا تتوقف عن هذه الزكريات الحلوه
الاخ والزميل الاستاذ -مشرف حسين
لك وللعم حسين اجمل التحيا وكيف ناس حفر الباطن وانشاء الله العم حسين مايكون زهج من الحبسة وحن الى البلد -طبعا كالعادة موضوعك يثير ايام الطفولة والزمن الذى ولى ومضى ووسط هذة الشخصيات تذكرت شخصية امد الله فى عمرة واعطاة الصحة والعافية الاوهى شخصية الضو عبد الله احمد الهادى وفى زمننا الماضى هو اكثر شحص لدية مقدرة على تنظيم الحفلات والمهرجانات والمباريات التى تقام فى ابوفروع وحتى حفلات الزواخ الخاصة وكنا نخاف منة وكان لايرحم العابثين ومخالفى النظام ولية مقدرة على تنظيم اى احتفال حتى النوبات وليالى الذكر
وطبعا ايضا لدية موهبة رهيبة فى لعب الكوشتينة فهو لاعب ماهر وحريف فى لعب اربعتاشر والوست والهارت وكل من لعب معاة فى نادى الشاطى يشهد بذلك وواحدة من مبزاتة انو مرات فى الليل يعمل دورة حراسة فى الفريق ولية بطارية قوية يكشف من خلالها كل الشوارع وهو من الشخصيات التى كانت لها اثر فى زمننا ونتمنى لية دوام الصحة والعافية ولك الود اخى مشرف ونتوقع المزيد انشاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
بما ان هذه الصفحة بخصوص ذكريات ابوفروع ارجو قبول ادراج قصيدة محمد سعيد العباسي (ذكريات ) لقد قصد بها الشاعر مصر و انا اقصد بها هنا ابوفروع الغرة .أرجو ان نقرأها و نتذكر ابوفروع و ما تحتاج اليه من خدمات بخصوص مدرسة يثرب و بقية متطلبات القرية.
ذكريات
أقصرتُ مذ عاد الزمانُ فأقْصَرا وغفرتُ لما جاءني مُستغفِرا
ما كنتُ أرضى يا زمانُ لَوَ انني لم ألقَ منكَ الضاحكَ المستبشرا
يا مرحباً قد حقّق اللهُ المنى فعلَيَّ إذ بُلّغْتُها أن أشكرا
يا حبّذا ابي فروع من وادٍ نزلتُ، وحبذا إبداعُ من ذرأ الوجودَ ومن برا
ابو فروع , وما ابو فروع سوى الشمسِ التي بهرتْ بثاقب نورِها كلَّ الورى
ولقد سعيتُ لها فكنتُ كأنما أسعى لطيبةَ(1) أو إلى أُمِّ القُرى(2)
وبقيتُ مأخوذاً وقيّدَ ناظري هذا الجمالُ تَلفُّتاً وتَحيُّرا
****
فارقتُها والشَّعرُ في لون الدجى واليومَ عدتُ به صباحاً مُسْفِرا
اربعون قَصّرتِ الخُطا فتركنَني أمشي الهُوينى ظالعاً مُتَعثِّرا
من بعد أنْ كنتُ الذي يطأ الثرى زهواً ويستهوي الحسانَ تَبختُرا
فلقيتُ من أهلي جحاجحَ أكرموا نُزُلي وأولوني الجميلَ مُكرَّرا
وصحابةً بَكَروا إليَّ وكلُّهم خَطَب العُلا بالمكرمات مُبَكِّرا
يا من وجدتُ بفروعهم ما أشتهي هل من شبابٍ لي يُباع فيُشترى؟
ولَوَ انّهم ملكوا لما بخلوا بهِ ولأرجعوني والزمانَ القهقرى
لأظلَّ أرفل في نعيمٍ فاتني زمنَ الشبابِ وفِتُّه مُتحسِّرا
ووقفتُ فيها يومَ ذاك بمعهدٍ كم من يدٍ عندي له لن تُكْفَرا
ابي فروع درجتُ على ثراها يافعاً ولبستُ من بُرْد الشبابِ الأنضرا
****
يا ابوفروع أين بنوكِ إخواني الأُلى رفعوا لواءكِ دارعين وحُسَّرا ؟
زانوا الكتائبَ فاتحين وبعضُهم بالسيف ما قنعوا فزانوا المنبرا
سبحان من لو شاء أعطاني كما أعطاهمو وأحلّني هذي الذرى
لأُريهم وأُري الزمانَ اليومَ ما شأني فكلُّ الصَّيْدِ في جوف الفَرا
إني لأذكرهم فيُضنيني الأسى ومن الحبيب إليَّ أنْ أتذكّرا
لم أنسَ أيامي بهم وقَدِ انقضتْ وكأنّها واللهِ أحلامُ الكرى
****
كذب الذي ظنّ الظنونَ فزفّها للناس عن ابي فروع حديثاً يُفترى
والناسُ فيكِ اثنان شخصٌ قد رأى حُسْناً فهام به، وآخرُ لا يرى
والسرُّ عند اللهِ جلّ جلالهُ سَوّى به الأعمى وسَوّى الـمُبصِرا
يا من رعيتُ ودادَه وعددتُهُ درعاً - إذا جار الزمانُ - ومِغْفَرا
اسمعْ نصيحةَ صادقٍ ما غيّرتْ منه الخطوبُ هوىً ولن يتغيّرا
لم آتِ أجهلُ فضلَ رأيكَ والحِجى لكنْ أتيتُكَ مُشفِقاً ومُذَكِّرا
والنصحُ من شيمِ الصديقِ فإن ونى عَدُّوه في شرع الودادِ مُقصِّرا
عمري كتابٌ والزمانُ كقارئٍ أبلى الصحائفَ منه إلا أَسْطُرا
فعلمتُ منه فوق ما أنا عالمٌ ورأيتُ من أحداثه ما لا يُرى
****
قل لي: فديتُكَ ما الذي ترجوه من تاجٍ وقد أُلْبِسْتَ تاجاً أزهرا
وورثتَ في ما قد ورثتَ شمائلاً كانت أرقَّ من النسيم إذا سرى
أما السماحُ فلا يساجلكَ امرؤٌ فيه ملكتَ جماعةً مُستأثِرا
فاربأْ بنفسكَ أن تكون مطيّةً للخادعين وللسياسة مَعْبرا
وحذارِ من رُسل القطيعةِ إنهم رهطٌ قد انتظموا ببابكَ عسكرا
ما ساقهم حبٌّ إليكَ وإنما حُشِروا وجِيء بهم لأمر دُبِّرا
ولأنْ تبيتَ على الطوى وتظلّهُ وتضمّ شملَ المسلمين وتُنْصَرا
خيرٌ، ففي التاريخ إن قلّبتَهُ عظةٌ لذي نظرٍ وَعى وتَدبّرا
****
انظرْ إلى الملك «الحُسين»(1) وإنه من عترةٍ هي خيرُ من وطىء الثرى
منحوه تاجاً ثم لم يرضَوْا به ذهباً فصاغوه لديه جوهرا
عجموه فاستعصى فلمّا استيأسوا نزعوه عن فَوْديه نَزْعاً مُنكَرا
ويحٌ لهذا الشرقِ نام بنوه عن طلبِ العلا وتأخّروا فتأَخّرا
ظنّوا السعادةَ وَهْيَ أسمى غايةٍ قَصْراً يُشاد وبزّةً أو مَظهرا
قادتهمُ الأطماعُ حتى أشْبهوا كبشَ الفِدا والجزلَ من نار القِرى
والجمرُ إن أخفى الرمادُ أُوارَهُ شقيتْ به كفُّ الصبيِّ وما درى
واللهُ أحمدُ حين أبرزَ للورى من غيبه ما كان سِرّاً مُضمَرا
****
التعديل الأخير تم بواسطة حاتم محمد دفع الله ; 01-20-2009 الساعة 04:26 AM
سبب آخر: حرف