هذه المقاله كتبها سايمون تسدال وهو كاتب بريطاني في جريدة القارديان البريطانيه المشهوره وهي جريده ذات اثر كبير ولا يظهر فيها مقال الا ان يكون له تاثير واسع على اصحاب
هذه المقاله كتبها سايمون تسدال وهو كاتب بريطاني في جريدة القارديان البريطانيه المشهوره وهي جريده ذات اثر كبير ولا يظهر فيها مقال الا ان يكون له تاثير واسع على اصحاب القرار والراي في العالم الغربي خاصه . كما لا يخفى أن مثل هذا المقال يمكن أن يفتح الباب على مصراعيه لكتاب غربيون اخرون لكتابة مقالات أكثر حيادية عن السودان والبعد عن حملات التشهير التي تمارسها الة الاعلام الغربية والصهيونية ضد السودان منذ ان اعلن السودان تحفظه على دخول قوات التحالف للكويت عقب الغزو العراقي الظالم للكويت، والذي كسر كل محظورات الاخوة العربية والاسلامية وقاد الى احداث ما تزال تتداعى اثارها على العالمين العربي والاسلامي.
لا ادري ان كان هذا المقال يزيد من احباط اخونا العزيز عبد المنعم ام يخففه وانقل لكم المقال بعد ان قمت بترجمته بلا ادني تصرف متمنيا لكم الفائدة
عمر البشير ليس غولا
اذا اختار جنوب السودان خيار الاستقلال فعلى الغرب ان يلعب دورا في انتقال سلمي
يعتبر الهجوم القاسي والضربات المدمرة على عمر البشير من الامور المحببه بين الدوائر التقدميه وبالاحرى بين محيط دوائر يقظة الضمير التي يفضلها الممثل جورج كلوني وغيره من مشاهير الممثلين النشطاء في الحملات. ويعد الرئيس السوداني الذي يعتبره الغرب شيطانا فيما يخص دارفور ومحكوم عليه مسبقا من جانب المدعي العام للمحكمه الجنائيه والدوليه ومعزولا من جانب الحكومات الغربيه مما يجعله هدفا سهلا . ودائما ما تحتاج امريكا غولاتستهدقه والبشير يناسب الوصفه الامريكيه: ضخم، مزعج ، حاد المزاج، اسود ، عربي، مسلم .
ولكن مع اقتراب استفتاء 9 يناير 2011 والذي يتوقع ان يصوت فيه الجنوبيين باغلبية كبيره للانفصال من الخرطوم فقد وقع منتقدو البشير في امر محرج. فإن البشير ، مربكا كل توقعات منتقديه، لم يقم قصدا باعتراض عمليات التصويت ولم يقم بتعويق عملية تسجيل المصوتين ، ولم ينغمس في عمليات تخويف للجنوبيين . وقد توافقت في هذاالتقيم كل من الامم المتحدة وبريطانيا . وعموما فقد تصرفا لبشير بصوره لائقة حتي الان. وهذا جيد اذا اخذنا في الحسبان ان الشمال (كما يتوقع ان يعرف الجزء من السودان الذي تقوده الخرطوم ) يتوقع ان يخسر 25% من مساحته ونسبه مقدرة من ايراداته و20 % من سكانه عندما ينفصل الجنوب و اي قائد يمكن ان يكون متوترا في ظل مثل هذا السيناريو .
والبشير وهو دكتاتور كبير في نظر الغرب واهم من ذلك قائد حكم اقلية حزب المؤتمر الوطني ، معرض للخطر اذ ليس له سيطره تامة لا تقبل التزحزح على السلطة . ويقول مايكل رايدر ممثل بريطانيا الخاص لدى السودان ان الفتره التي ستعقب الاستفتاء ستكون فترة مشحونة بالتوتر للشمال ، قلقا من قدرة صمود النظام ومن سلوك الغرب . ولدى بعض الموقبين صوره أخرى اكثر درامية اذ ان انفصال الجنوب قد يشجع الانفصاليين في دارفور وجبال النوبة في جنوب كردفان والشرق مما يسرع تفتيت اكبر الاقطار الافريقية كما يقولون. وربما يستغل الجيران ذو النزعة العدوانيه هذا الضعف المتوقع. كما ان الجنوب حديث الاستقلال والمدعوم من امريكا والغني بالنفط قد يحاول التغول علي نفوذ الخرطوم وحدودها وثروتها.
في ظل هذه السيناريوهات فان البشير يصبح القائد الذي خسر الجنوب من دون عائد في المقابل . اما المعارضون المعتدلون فقد يرون أن هذه لحظة لاصلاح ذات البين مع الولايات المتحدة حتى يمكن أن يتم تسليم البشير للمحكمة الجنائية . ولكن الاسلاميون المتشددون مع شعورهم بالخيانة والخدعة الكبرى ربما يحولون السوان الي جمهورية اسلامية ومطبقة للشريعة ومصدرة للثورة مثل جمهورية ايران الاسلامية .
ولكن لم يتم إيلا ء اهتمام كاف لكيفية ان يشق جنوب السودان طريقه للعالم فقد حاصرت الحكومة شبه المستقلة في السلطة في الجنوب منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل في عام 2005 الفساد وعدم الكفاءة واصابها الهوس بتقوية قواتها المسلحة (بمعاونة الولايات المتحده ). فجنوب السودان بمساحته التي تعادل مساحة نيجيريا ، بها 150 كلم فقط من الطرق المعبدة بلا بنية تحتية . وفي الاسبوع الماضي قامت قوات تابعة لجنرال متمرد بقتل وجرح 70 جنديا جنوبيا. وبالرغم من ان النفط يمكنه في يوم من الايام جعل الجنوب قطرا مستقرا ، فان ذلك يبدو بعيد المنال . وسيتحقق فقط اذا تم حل النزاعات مع كينيا ويوغندا وكذلك الخرطوم واذا تم الاتفاق حول قسمة الايرادات ، واذا تم حل وضع منطقة ابيي الغنية بالنفط و اذا تم تحاور علي مشاكل المواطنة المعقدة خاصة بوصول عشرات الالاف (احتمال مئات الالاف ) من الجنوبيين النازحين للجنوب في وجود وسائل ضعيفة او منعدمة لدعمهم كذلك اذا تم حكم الجنوب بحكمة ونزاهة .
وهذه كلها استدراكات محاطة بالشكوك الكبيرة ففي الوقت الحالي فان مشروع جنوب السودان يجعل مشروع بناء امة في كوسوفو المعدمة يبدو سهلا . فهذه مغامرة ضخمة . ولا يملك احد قدرة للتنبؤ علي اي وجه يمكن لفيشة النرد ان تستقر .
وهناك اشياء يمكن عملها للحفاظ علي البشير وتسهم في تعظيم فرص الانتقال بسلام وقد قام باراك اوباما مؤخرا بتقديم تعهدات مكتوبة بعدم التدخل –وهي رسالة هامة للخرطوم المصابة بالانفصام .ويشمل العرض حوافز غربية تشمل رفع العقوبات ،واعادة الانضمام الفعال للبنك الدولي وصندوق النقد ، والاعفاء من الديون والاستثمار . وإذا استحقت فيجب الوفاء بها . وتقوم بريطانيا حاليا بتخصيص 140 مليون جنيه استرليني في السنة في شكل معونات انسانية وتنموية اضافة الي مبالغ مماثلة لعملية الامم المتحدة لحفظ السلام وتقوم كذلك بارسال مواد غذائية وإيوئية كجزء من التخطيط والتحسب للطواري وهذا الدعم يجب حراسته بشدة واذا امكن زيادته.
كما يجب ان تتضاعف جهود إنهاء اتفاقية سلام دار فور ، خاصه في ظل تجدد القتال هناك .وسيكون من المعقول والمحفز ايضا الاعتراف بدور البشير في الحفاظ علي تجميع الاشياء بعضها البعض مع ان بلده يعاني الانقسام – وبالتالي تشجيعه علي الاستمرار في عمل ذلك في الاشهر الخطيرة القادمة – ويجب علي المحكمة الجنائية الدولية ، وكلوني والقائمين علي الحملات من المشاهير الانكفاء والكف عما يقومون به فهناك عدد كبير من الارواح تعتمد علي اقامة كلا السودانين (الشمال والجنوب ) بطريقة صحيحة.
الأخ الحبيب د / أبوذر جلي مثل هذا الطرح الجميل الكامل يجعل منتدانا عامرا وهذه الأشياء تجعلنا فعلا نتباهى بهذا المنتدى مع تمنياتي لوطني الحبيب السودان كل الرخاء وأسأل الله أن يجنبه الفتن ويا أخي دكتور أبوذر أنت وأمثالك لديكم الكثير المفيد فلا تبخلوا مع شكري لك
نظرة غربية جديدة للسودان
العرض العادي
