من هنا ......
من بين همس الروح ..... أو ..... ضجيجها .
من بين أشلائي المبعثره ..... التي أعيتني في ترتبيها مثلما كانت ...
من عالمي هـــــــــــــــناك ..... إلي دنيــــــــــــــك الجميله ....هنا
سأحدثك .....
عن مرار الغربه....
عن ليل الشتاء القارص ...
عن أهزوجة الوحده القاتله ....
عن الشئ ......... واللاشئ ....
عن احلام اليقظه التي أنام لأجل تحقيقها .!!
عن ذكريات لم أرتكبها ....
وأيام لم أعشها كلها ...
وأحداثا ً لست براويها ....
ونكات لم أضحك لها ....
وأسماء لم أسمعها من قبل ....
وجدران لم تلمسها يداي ....
عن الغربه سأتحدث ...
عن الوحده ستكون قصتي ...
عن اللون الاسود .... وما يعنيه .
سأحدثك عن كل ذلك ........ وأكثر .
سأحدثكِ عن كوب النسكافيه الذي أمسكه بكلتا يدي ....... ربما لخوفي من أن يتركني ويرحل كم رحل الباقون ......... وتركوني .
وربما ليعوضني بدفئه الزائف .....عن بروده ليالي الغربه ..
تسأليني لماذا النسكافيه دون غيره من المشروبات الذي يشاركني وحدتي ؟
ربما لأنه أكثر سوادا ً ....
أكثر مرارتا ً......
أكثر حزنا ً ......
أحقا ً لم أعرفك بصديقي القديم المتجدد !!
انه من أوفى أصدقائي إطلاقا ً ..
ربما لانه يذكرني ... عندما ينساني الأخرون ...
ربما لانه يقاسمني وحدتي ...
ربما لاني أدمنته حتي العشق ...
وربما لانه يصبغ حياتي بلونه المميز ...
ماذا ألا زلت لا تعرفه ؟؟؟؟
حسنا ً سأوضح لك كينونته أكثر ...
إنه صديقا ً الجميع يعشقه ويدنيه من مجلسه .....
الكثير مات بسببه .... والكثير لا زال يعيش لأجله ...
هو صديق الجميع يشاركني به .... ولكني أشعر بأنه لي بمفردي ولا يشاركني فيه أحد ...
إنه ......
صديقي الحميم .... السيد ( حزن )
إنه صديقي الاسود ....
....... نعم الاسود .....
ياله من لون يختصر أي شئ.... وكل شئ ...في لونه .
العظمه ....
السيطره ...
البغض ....
الغموض ....
الموت ....
ماقبل الميلاد
...... وما بعد النهايه .
و .....
.... الحزن .
صديقي ...
هل تعلم .... إن كل لون كان أسود قبل أن يكذب عليه لون أخر ويغيره ..
وكما حدثني حزين أخر بأن :
حتي الابيض كان اسودا ً مخلصا ً .... قبل أن تشرق عليه الشمس ...
صديقي ...
عندما أنظر إلي الابيض أشعر بأنه ساذج .... سطحي ..... ليس لديه شئ ليقوله !! ولا يعرف شيئا ً لذلك نقول عن من لا يعرف .... ( أنت أبيض ) !!
وكذا باقي الالوان ... بعضها همجي .... بعضها تافه ..... بعضها كاذب لا يملك حتي معنى لونه ...
بعضها هش .....
أما الاسود .... فيبدو لي ... إنه عرف الكثير..... ورأى الكثير ..... وربما خانه أحد الالوان الأخره أيضا ً..!
فحزن ..... فندم ....... فسود .
علي الطرف البعيد من الطاوله ... تستلقي بعض اوراقي ( البيضاء )وهي سعيده لأني لن أرهقها الليله .....
ولكن الحقيقه إني أكره أن أقتل بياضها بحبري الاسود .... ربما حتي لا أشوه براءتها بما احمل من هموم ..
ارى من مكاني هنا .... غصن الشجره التي تجاور غرفتي دخل من شباك الغرفه ... ويتراقص في هدوء ...
ربما أتى عندما شعر إني بمفردي ... فأراد أن يشاركني وحدتي ...
وربما يشعر مثلي بالوحده ويريدني أن أشاركه وحدته ....
تبا ً .... لقد نفدت أخر قطرة نسكافيه في كوبي ..... مما يجبرني أن أنهي حديثي ..... لانه يصبح بعد ذلك بلا معني ..... بلا نكهه .... بلا سواد ...
الغربة بين ضجيج الروح
وهمس الحنايا
الهدوء
الهدوء
الهدوء
بين نبض القلب
وصمت السكون
صديقي ..
.....وللحزن بقيه ......
******
ذات
...... غــــربه :
مسأت الجمعه
17-05-2008
hgyJJJvfi >>>>>>