تذكرة داود الانطاكي
قد تقدم أن الخارج منه ثلاثة غضاريف ومر ذكر العظم الداخل فينبغي أن تعلم أن الغضاريف المذكورة تماس العظم بين الحاجبين بنقطة وأن في العظم ثقبا ملويا ينفذ إلى الدماغ وفي جانبيه ثقبان ينتهيان إلى الحنجرة كتركيب المزمار وأعلاهما يتخلص إلى العين مه يحس طعم الكحل في الغلصمة وفائدة هذا دفع الفضلات وفائدة الأصل تأدية الهواء عند انطباق الفم وقوة الحس فيهما من الدماغ بزائدتين كحلمتي الثدي .
اختلفوا في ايصال الرائحة هل هي بتكيف الهواء أو بتحليل اجزاء من المشموم فيه فقال المعلم والشيخ والصابي بالأول لأن المشموم ذو رائحة فكلما كان كذلك فهو حار والمعلم الثاني وأبو الريحان بالثاني لأن الهواء لا يتكيف بمجرد الاشياء اذا لاقته لكن بالتحليل والتزموا النقص وادعوا أن وقوعه محسوس وعندي أن الحق التفصيل وهو أن المشموم اذا كان متخلخلا كالكافور والمسك وكان الهواء حارا حلل اجزاء ، لوقوع النقص وقوة الرائحة في الحر وأن كان كثيفا أو كان لدنا كالعنبر كان الوصول بمجرد التكييف وان صلبا لم يكيف ولم يتحلل ومن ثم احتجنا في مثل العود إلى تحليله بالحرق حتي يكيف الهواء فتامله فانه موضع دقة .
فائدة: أجود آلات الشم ما طال ودق ولذلك كانت السلوقية من الكلاب اعظم من سائر الحويانات إدراكا كاللمشموم (2) ان الحيوانات تختلف في هذه الالة كثيرا فذوات الاربع غير الكلاب لم يخلق لها وصلة بالغضاريف بل كلها لحم والطيور ليس لها أنف وانما فوق المناسر خرق للهواء وأما الظبية السندية فانها تشم بقرونها والمخرزات لا شامة لها إلا النملة خاصة لأن قوتها عظيمة لانها فقدت السمع فعوضت عنه الشم (3) انها إنما تعدد موضع القوة لأجل الآفة فاذا خصت بآفة نابت عنها الأخرى وكذا بواقي الحواس.
القول في آلة السمع ) واجزاؤها البسيطة غضروف وعصب ولحم وقد مرت . وأما صفة تركيبها فقد استدار الغضروف كالسكرجة لما عرفت من تدريج الهواء ولأنه كالجفن للعين وهو يستدير بتعريج حتى يمس الفرجة لحم قد فرش على العظم الأعور بتقعير تقاطعت عليه الاعصاب والاعور هو العظم الحجري المثقوب بتعريج ينتهي إلى الدماغ قيل وإلى القلب وكيفية الاسماع ان الثقب المذكور مملوء بالهواء الواقف لاستحالة الخلاء فاذا تكيف الهواء الخارج بصوت أو حرف دخل فقرع الواقف فحصل السمع بالانضغاط بين قارع ومقروع وكذا قرر من غير خلاف ولكن وللحديث بقية
hgr,g td phsm hgal