الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يجوز وصف الميت بحسن الخاتمة لمن رأى فيه شيئا من علامات حسن الخاتمة وهذا من محاسن الموتى التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذكرها حيث قال: "اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوئِهمْ" رواه أبو داود المحاسن ما يدل على الختام الحسن، وهو الذي يتنافس فيه المتنافسون ويرغب فيه الراغبون، لذلك فإن من رأى أمراً مبشراً في حق ميت مثل أن يكون آخر كلمة نطق بها لا إله إلا الله فإن ذكر ذلك مطلوب شرعاً؛ لأنه من المحاسن التي تدل على حسن الخاتمة، ففي سنن أبي داود قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ".
وفيه إدخال السرور على أهل الميت وأهل وده، وهو من الثناء بالخير، جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ".
قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم إن الصحيح أن (كل مسلم مات فألهم الله تعالى الناس أو معظمهم الثناء عليه كان ذلك دليلا على أنه من أهل الجنة، سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا، وإن لم تكن أفعاله تقتضيه فلا تحتم عليه العقوبة، بل هو في خطر المشيئة، فإذا ألهم الله عز وجل الناس الثناء عليه استدللنا بذلك على أنه سبحانه وتعالى قد شاء المغفرة له، وبهذا تظهر فائدة الثناء).
وقال الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار: (كان أصحاب رسول الله رضي الله عنهم لا يثنون على أحد إلا بالصدق ولا يمدحون إلا بالحق لا لشيء من أعراض الدنيا شهوة أو عصبية أو تقية ومن كان ثناؤه هكذا يصح فيه هذا الحديث وما كان مثله).
ذكرني الكلام عن حسن الخاتمة خاتمة الأخ الأستاذ محمد عبد الغني مركز عليه رحمة الله
فقد كانت بداية رحلته للدار الآخرة من مسجد ابوفروع العتيق و بعد تسليم الإمام و المأمومين في صلاة الفجر كان المرحوم يضع مصحفا و يقرأ فيه كل يوم و بعد تسلم صلاة الفجر توجه نحو المصحف و بالقرب منه استلقى و نقل بعدها للمستشفى و بدأت رحلته للجنة بأذن الله , و يقال انه حتى آخر لحظاته في الحياة كان يتكلم عن الصلاة و قبل وفاته بأيام قلائل حصلت وفاة الفنان محمود عبد العزيز و كان المرحوم محمد عبد الغني يناشد المصلين في احد مساجد ابوفروع قال لهم: الفنان محمود عبد العزيز إنسان مسلم يجب علينا أن نترحم عليه.
لذلك حقا علينا أن ندعو للمرحوم محمد عبد الغني و المرحوم محمود عبد العزيز لانها تعتبر وصية ميت يجب ان ننفذها.