حينما نقترف الغياب من غير إصرار وترصد منا ونحاول العبور إلى الطرف الأخر في المكان الأخر
فإن ألــــــو تسابق الـــواً ويزداد الرنين شوقاً كى نحذف ظروف المكان والزمان ....من قواعد التنائي؛ ونحفظ حروف الجر التى تجمعنا ؛ ونعرب جميع الأفعال التى تسكب الحياة بيننا؛ وتستنبت وجودنا بالعثور عليه عبر الهاتف وما أدراك ما الهاتف فمنه الثابت؛ والسيار أو الجوال وهكذا فقد تعددت مسمياته ؛ وفي كل صباح نصحو فيه تفاجئنا منتجات تكنولوجيا الاتصالات بأنواع جديدة منها؛ الامر الذي أدى إلى تغيير الكثير من مفاهيمنا وخصوصا لجيل (ما قبل الجوال) حيث اصبحت حتى قضايا الزواج؛ والطلاق؛ والبيع والشراء تتم عبرها كما انها اصبحت جزءا من مظهرنا الاجتماعى وثقافتنا اليومية كما هو ملموس ومعروف بالضرورة في واقعنا الحياتي.
أعتاد البعض منا عندما يتصل أن يتقبل عدم الرد الفورى على المكالمات تحت مظلة إحسان الظن بالمتلقين؛ ومظلة الكثير من الحجج منها المقبول؛ ومنها المعقول ؛ومنها ما يمكن بلعه ولكن يصعب هضمه؛ ومنها من باب إلتماس الأعذار للاخرين؛ ومنها من باب إن كنت في كل أمر معاتبا فلن تجد من تعاتبه.
وتحت عنوان (التواصل الملفوظ) نتصل يوميا آلاف الاتصالات لدرجة أن ما ننفقه عليها (احيانا) في اليوم يفوق مما ننفقه على حاجاتنا الاساسية مثل المأكل والمشرب وذلك فقط من أجل ايصال احاسيسنا المتنوعة وتحسين مستويات تفاهمنا وتناغمنا مع الآخرين من خلال تهاتفنا ...فهنالك على سبيل المثال اتصالات للعمل والمصالح المشروعة ؛ وللمجاملات الاجتماعية. والاتصالات الاسرية وغيرها من الاتصالات المتنوعة والمتعددة الاغراض.
وما بين وضعية الرنين والصامت والمغلق وعدم إمكانية الاتصال الآن والمحاولة الأخرى.....تجد من يغلق(يقفل) الهاتف متعمداً في وجهك (أضانك) إنكاراً لوجودك وقطعا لتواصلك ....فربما تجد هناك من يفسر ذلك بأن كرامته تم إهدارها نتيجة لمثل هذا التصرف.. وهنالك ايضا من هو بطبعه فولاذي المشاعر. وتتفاوت حدة ردة الفعل بين شخص وآخر وذلك حسب درجة القرابة بمن قــــام بإغلاق الجوال في وجهه.
فهل نثأر ... أم نسامح ... أم نعاتب أم نرضخ للامر الواقع بدافع الحكمة أو اليأس من التواصل مع من يغلقون الجوال في وجوهنا؟؟؟
uk]lh dEygr hgihjt td ,[i; !!!??