المحطة الاولى
في بداية مشوار الاغتراب الذي فرضته أحكام الضرورة يومها، شددت رحالي عائداً الى أرض الوطن بعدغربة إمتدت لاكثر من أربعة أعوام متتالية،بالطبع كان لها أثارها الجانبية السالبة التي غيبت بعض الأشياء عن الذاكرة ،خاصة في مجال السوق والاسعار والشراء والبيع ،فقدكنت اتجول في سوق الخضرة والفاكهة فشد إنتباهي منظر البرتقال والقرين المقنطر على القفاف الكبيرة (جمع قفة)فسألت الأخ البائع الجالس خلفها عن سعرالكيلو كما تعودنا في بلاد المهجر، فلم يرد على سؤالي رغم انه لايوجد ما يشغله عن الرد، أعدت السؤال مرة أخرى فرد بضيق شديد البرتقال دا ماللبيع!!قلت في إسغراب ودهشة وكنت أحسب أنني محقاً!!طيب إنت فارشو هنا ليه فرد في ضيق شديد منظر ياخي ماعاجبك ؟؟رديت بلماضةأكثر أيو ماعاجبني مادام إنت حارس نادي لي صاحبو يجي يبايعني، لم يمهلني لاسترسل فرد ،الواحد يمشي العمرة ياخد ليه شهر شهرين ولمن يقبضوه ويكشوه بالباخرة يجي يتفلسف ويقوليك الكيلو بي كم؟؟ إنت عارف نحن قاعدين نبيع بالكيلو؟؟كيلو قال!!روح شوف محل الكيلو!!!ورغم الرد الرباطابي الجاف لم أتمالك نفسي من الضحك ليس عليه ولكن على نفسي لأني شعرت أنني ربما إستفزيت الرجل من حيث لاأدري عندها حاولت أن أستجمع كل فرائد الاعتذار والاسف لرد إعتبار الرجل ومحاولة جبرالخاطر ، والله ياأخي أنا متأسف ونسيت الحتة دي أصلو الوحد جاطت الامور في راسو والبيع ذي ماعارف شئ بالدستة وشئ بالكيلو وشئ بالرطل وشئ بالكوم عموماً ياأخي حقك علي، دحين ياأخي اديني دستةبرتقال ودستة قرين وأخذتهما دون أن أسأل أو أفاصل في السعر وغادرت بعد أن مرت سحابتها بسلام