يعجبني جدا كتابات الصحفي الشاب اسامة جاب الدين فهو له اسلوب سلس ويكتب بالسهل الممتنع واعجبني هذا المقال لهذا المبدع فأحببت ان تتطلعوا عليه ونقلته لكم واتمنى ان يلقى الرضا.............ودمتم
هذه الأيام يتساءل البعض عن اختفاء
الرومانسية من خارطة حياة الشعب السوداني، وكيف أن الرجل عندنا صاراً بارداً وأحمقاً، ولا يستطيع أن يعبر عن مشاعره بـ المواصفات المتبعة عالمياً -مع ملاحظة أنني أتحدث عن
الرومانسية بعد الزواج، لأن التي قبل الزواج يعتبرها البعض (قلة أدب ساكت)- وأرى أن الرجل
السوداني يُتهم ظُلماً وبهتاناً بأنه لا يملك مثقال ذرة هيدروجين من الرومانسية، وكـ ضرب مثل، عبارة (صباح الخير)، هذا المقطع إذا أراد الرجل أن يقوله لزوجته تجده يتردد ويردد في نفسه أفكاراً على غرار:
- هسع الولية ده أقول ليها صباح الخير .. تقول الراجل ده الليلة مالو؟
وأعتقد أن الزوج
السوداني لديه من
الرومانسية ما يكفي لأن يغرق بحنانه كل من دول المكسيك وتركيا ومنطقة حوض البلقان، ولكنه لديه طرقه الخاصة للتعبير عنها، في القرى مثلاً يُعبّر الرجال عن رومانسيتهم بأساليب مبتكرة، منها أن يقول الرجل لزوجته بصوت يحاول أن يجعله حنوناً بقدر الإمكان:
- يا مرة هووي .. قومي سوي لينا الشاي.!
(2)
بالطبع توجد عدة أسباب مقنعة لانحسار
الرومانسية من حياتنا، ومن أهمها (الفلس) .. نعم عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة، على حد علمي لا رومانسية مع (الفلس)،
الرومانسية كائن ملازم لـ الغني، ويتناسب عكسياً مع (الفلس)، أي كلما زاد (الفلس) قلّت الرومانسية، وكلما قلّت
الرومانسية ستجد الفلس من أهم الأسباب، فـ (الفلس) حيثما وُجد يعتبر هادماً لـ اللذات ومفرقاً لـ الرومانسيات،
الرومانسية تحتاج إلى جيب ممتلئ بـ (الكاش)، لأن من (تترمنس) معها –من المفترض أن معناها: التي تمارس معها الرومانسية- تحتاج إلى رحلات بريّة وزيارة مطاعم فاخرة، ومنتزهات وحدائق، وتتناسب
الرومانسية مع بيت تزغرد فيه العصافير، وتتحاوم فيه الفراشات حول الزهور، وتحفّه نوافير المياه من كل جانب، وتوقد فيه الشموع عند العشاء، بينما تنساب موسيقى حالمة من مكان ما، كل هذا من الصعب أن تجده في بيت سوداني متوسط الحال يمتلئ بالأطفال الذين يتقاذفون بـ (السفنجات) و(الشباشب)، على مدار اليوم.!
كذلك تجد أنّ (السخانة) تعتبر من أهّم مثبطات الرومانسية، فـ
الرومانسية أخي الزوج تحتاج إلى جو معتدل وشمس تحجبها الغيوم، لذا تجد أن
الرومانسية تتلاشى تدريجياً كلما اقتربنا من خط الاستواء من الشمال أو الجنوب، ويميل مقياس
الرومانسية للصفر المطلق عندما تتحد السخانة مع انقطاع التيار الكهربائي، وهنا تصبح الأخلاق أضيق من المسافة بين الهمزة والألف، حينها تهرب
الرومانسية من الباب أو الشباك أيهما أقرب.!
ومما لا شك فيه أن
الرومانسية تحتاج إلى ذاكرة قوية، فـ أنت حتى تكون رومانسياً يشار إليه بالبنان، تحتاج أن تتذكر تاريخ أول لقاء بينكما .. تاريخ الخطوبة .. تاريخ زواجكما حتى تفاجئ بعلتك الكريمة بهدية في هذه التواريخ، ولكن المشكلة أنك قد تنسي حتى السنة التي تزوجت فيها، دعك من تذكر اليوم والشهر، علاوة على أن هنالك من ينسون حتى القرن الذي تزوجوا فيه
hgv,lhksdm td pdhm hgs,]hkd