للشتاء طعم خاص ، ومذاق مميز وذكريات لا تنسى ، وله وجود واضح في الريف ، يسود ليله ظلام دامس يبعث في النفوس الخوف ، وتقل فيه الحركة في الشوارع ، وتكثر فيه الشائعات المخيفة ، ليبقى جوف البيوت ، حصنا امنا ، وكنا صغارا لا نحب البرد ، ويبقى المطبخ حيث النيران اطيب مكان نتحلق حول النار ، طلبا للدفء ، والطعام ، ولا يكدر فرحنا بهذا الجو ، سوى المراسيل للدكان ، وذات ليلة ارسلونا الي دكان التعاون وكان في دكان يوسف ود التلب (الله يرحمه ) ، وطفرت الى نفسي (ككو ) تلك الاسطروة التي شكلت مهددا امنيا لنا ، اذ انها تحتل الزقاق بين بيت طه ودالجلي وديوان صالح البدوي ، توكلنا على الله وحملت علبة ماعون السكر والزيت ، وما ان وصلت الجامع بدأت دقات قلبي في الزيادة ،ووصلت الزقاق ، الشوارع خالية الا انا وككو ، قرأت ماشاء الله لى من الايات والسور والتعاويذ والتسابيح ،قبل وصولي للزقاق ، دخلته وتداخلت الخطاوى وتقاصرت وشعرت بانها تمشي واراء ظهري ، اكاد اسمع صوت انفاسها ، تسمرت في مكاني ، رايتها بخيالي دهمة سوداء يكسو جسمها شعر كثيف ، لها اربعة اعين حمراء ، شعرت بلساني اكبر من فمي احاول السير ، تجاسرت عندها سمعت صوت غريبا ، رميت حمولتي وجريت كيف لا ادري وجدت نفسي امام ابناء جدنا طه ، والذين افزعهم الصراخ ، وحملوا البطارية وخرجوا معي ، لا شئ وجدنا عتود يرقد جنب حيطة ديوان الصالح .
شــاذلـي
hgajhx K ;;, hg;a;m hg'lh'l