وفي صحيح البخاري " انه لما جاء الاعرابي وشكا للنبي صلى الله عليه وسلم القحط ، فدعا الله فانجابت السماء بالمطر ، قال صلى الله عليه وسلم: لوكان ابوطالب حيا لقرت عيناه ، ومن ينشدنا قوله؟ فقال علي رضي الله عنه يا رسول الله كأنك أردت قوله:
وابيض يستسقي الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله يستسقى الغمام بوجهه ، ولوكان ذلك حراما أو شركا لأنكره ولم يطلب إنشاده، وكان سبب إنشاد أبي طالب هذا البيت من جملة قصيدة مدح بها النبي (ص) أن قريشا في الجهالية اصابهم قحط فاستسقى لهم ابوطالب وتوسل بالنبي (ص) وكان صغيرا فاغدودق عليهم السحاب بالمطر فانشأ ابوطالب تلك القصيدة . وصح عن ابي عباس رضي الله عنهما انه قال: اوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام : يا عيسى آمن بمحمد ومر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به ، ولو لا محمد ما خلقت الجنة والنار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن : قال في الجوهر المنظم فاذا كان له صلى الله عليه وسلم هذا الفضل والخصوصية أفلا يتوسل به؟ وذكر القسطلاني وشرحه على البخاري عن كعب الاحبار: أن بني اسرائيل كانوا اذا قحطوا استسقوا بأهل بيت نبيهم ، فعلهم بذلك أن التوسل مشروع حتى في الامم السابقة. وقال السمهودي في خلاصة الوفاء ويقضي حاجته ، وقد يتوجه بمن له قدر عنده يكرمه لأجله ويقضي حاجته ، وقد يتوجه بمن له جاه إلى من هو أعلى منه ، واذا جاز التوسل بالاعمال الصالحة كما في صحيح البخاري في حديث الثلاثة الذين أووا إلى غار باطبق عليهم ذلك الغار فتوسل كل منهم إلى الله تعالى بارجى عمل له فانفرجت الصخرة التي سدت الغار عليهم ، فالتوسل به صلى الله عليه وسلم أحق وأولى لما فيه من النبوة والفضائل سواء كان ذلك في حياته أو بعد وفاته ، ، فالمؤمن اذا توسل به إنما يريد بنبوته التي جمعت الكمالات ، وهؤلاء المانعون للتوسل يقولون يجوز التوسل بالاعمال الصالحة مع كونها اعراضا ، فالذوات الفاضلة أولى ، فان عمر رضي الله عنه توسل بالعباس رضي الله عنه ، وايضا لو سملنا ذلك نقول لهم: اذا جاز التوسل بالاعمال الصالحة فما المانع من جوازها بالنبي صلى الله عليه وسلم باعتبار ما قام به من النبوة والرسالة والكمالات التي فاقت كل كمال وعظمت على كل عمل صالح في الحال والمآل مع ما ثبت من الاحاديث الدالة على ذلك وللحديث بقية
lh`h rdg uk hgj,sg [.x3