بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بما لا يدع مجالا للشك ان الجلابية هي الزي القومي السوداني ، و على الرغم من كبر مساحة السودان و تعدد قبائله الا اننا نري
الجلابية في كل اطرافه و بين مختلف قبائله و كل الفبائل محافظة على نسق و جمال هذا الزي القومي الا انه قد حصلت عليه بعض التعديلات من بعض الافراد و ربما اقتضت ذلك الضرورة في حينها
و من التعديلات التي دعت اليها الضرورة و كانت بمواصافات محددة هي التعديلات التي اتت بما يسمى الجلابية الانصارية و اختلفت الروايات في الظروف التي دعت اليها و من بين تلك الروايات و هي الاصح تقريبا انها كانت بجيوب خلفية واسعة من اجل وضع السهام داخلها ويكون الجزء الأعلى من السهام بارز لانه في تلك الفترة كانت تستخدم اسلحة تقليدية مثل الرماح و من السهل سحب السهم من الجيب الخلفي و النبل به و لكن لان الثورة المهدية كانت ثورة دينية كان الثوب قصير ايضا و هذا ما اشار بيت شعر في قصيدة زهد تقريبا قالها الامام محمد المهدي نفسه و الله اعلم
((( اكلنا قليل و لبسنا قصير و نومنا مليل) ))).
كما اسلفنا سابقا ان الثوب السوداني بشكله المعهود فهو الزي القومي لنا ولكن لماذا الاستمرار في الثوب الذي دعت اليه الضرورة في وقتها هل تميز عن بقية السودانيين ومسألة انتماء لفئة ومسألة أعلان الحزبية و الطائفية ام ماذا؟ و لماذا نراه مع ان المتأمل فيه لا يرى فيه أي نواحي جمالية و أللا كما قيل
عين الرضا عن كل عيب كليلة ** و عين السخط تبدي المساويا
ولو نظرنا اليه من ناحية هندام تقريبا هو عبارة عن مسخ للثوب السوداني لانه عند لبسه و ظهور جزء من الفنيلة الداخلية من اعلى يكون المنظر داعيا للسخرية زيادة عن السبة(بضم السين) التي صار يسمعها كل سوداني و هي عبارة (يا سوداني يا كسلان) , يقال ان السبب فيها ايضا هو الجلابية ذات الوجهين لانه ليس للابسيها القدرة علي الانتظار لتعديلها و هذا هو كلام الخليجيين بصورة عامة .
ولو هي تعني الانتماء للانصار مفروض انو الانصار نفسهم يلبسوها كما لبسها الامام محمد احمد المهدي من ناحية قصر من اجل اقامة السنة في التقصير .و التقصير الذي اعنيه يكون مثل نفس الثياب التي رأينها في كتب تاريخ المهدية ( مثل الثوب الذي ظهر به يونس ود الدكيم )