(4)
ولايفوتنا أن نذكر ظرفاء وعقلاءالمجانين عندنا فنذكر بعضاً منهم كإبي الدفاع ذلك المجنون الهادي الطباع الذي اتخذ من مسجد امدرمان العتيق سكناً له، فقد ُعرف عنه بأنه يحفظ كل أغاني الحقيبة عن ظهر قلب ، أيضاً من ظرفاء المجانين تيمان الاسبتالية هكذا عرفوا بهذا الاسم، حيث اتخذوا من مستشفى ام درمان مأوى لهم ،كما نذكر مارشال المحطة الوسطى بالخلرطوم الذي كان حياً حتى سبعينيات القرن الماضي ،ذلك الرجل النظج الانيق صاحب الميداليات والنياشين والعصا الأبنوسيه، قيل أن رواد المقهى في ذلك الوقت كانوا يضبطون ساعاتهم على مواعيد حضورهم وإنصرافه، تأمل.
أيضاً هنالك محمود مجنون الشجرة الظريف قيل اذا جلست معه شهراً كاملا مامليت احاديثه وظرفه ُذكر انه كان راكب البص وكان يجلس بجواره شاب يمسك بيده ورقة وقلم ظل يجمع ويطرح ويصمت ثم يجمع ويطرح ويصمت ويردد دا حق الإجار ودا حق الجزار ودا حق الدكان وهكذا على امتداد مسيرة البص فنظر إليه محمود وقال اركز ياولدي كلنا بديناه كدي!!!!!
ولعل اعقل واظرف وأشهر مجانين مدينة بربر(كوكو)قيل انه ارسل لكدباس للعلاج عند الشيخ الجعلي لانه كان يدمن شرب المريسة والمريسة لجيل اليوم هي شراب يحضر من مخمور العيش ذي الشربوت تقريباً لكن كثيره مُسكر بعض الشئ، وبعد أسبوع قضاه بكدباس لم يرق له الحال ففكر في الهرب والعودة الى بربر فقبض عليه عند الضفة الغربية للنيل في إنتظار المراكب المعدية للشرق للعودة وعند سؤال الشيخ له:مالك ياكوكو دائر تهرب ماعجبتك بلدناوالمعيشة معانا ولاشنو؟
رد قلئلاًوبكل هدؤ ابداً ياشيخنا بلدكم جميل وعيشتكم سمحة بس إشتهيت مريسة (كباية)والله ياشيخنا لو ضقت ليك عبار واحد منه زير الضحى كان قطعت البحر بي فروتك دي!! ومع ذلك ُيشهد له بأنه كان يقوم بملئ أزياربرندات سوق بربربالماء وعلى كتفه تأمل..
يتبع
(5)
وهنالك مايعرف بجنون العظمة.
أعرف شاب أنيق جميل المظهر حسن الهندام ميسور الحال ، كان كلما سمع عن حفلة لبس بدلة (فل سوت) حتى وإن كان الوقت صيفاًًًوتصدر المقاعد الامامية للحفل قبالة الحسان بعد أن وضع أمامة تربيزة وضع عليها جميع أنواع السجائر من ( البينسون ،والروثمان، والكنت وخلافه ووضع الولاعة ووضع ساقه اليمنى على االيسرى ،وما أن ينتهي فاصل غنائي حتى يخرج ويعود وقد لبس بدلة أخرى برغم حرارة الجو والعرق المتصبب ليظل جالساً حتى نهاية الحفل، يعرفه الجميع ويحترمه الجميع لايكلم أحد ولايكلمه أحد فقد عرف بينهم بالقيافة ولعل ذلك من فنون الجنون.
وكما هنالك جنون البشر أيضاً هنالك جنون الحيوان ولعلناء نذكر جيداً جنون البقر والدجاج وما تناقلته وسائل الاعلام عنه،وعلى ذكر جنون الحيوان أذكر كانت لنا قطة أليفة وديعة مسالمة يحبها الجميع ،وفجأة تغير سلوكهاوأضحت شرسة تعتدي على كل من يقترب منها حتى وإن كان لم يقصدهاولما أصبحت تشكل خطراً على الاطفال رأينا التخلص منها ولكن دون قتلها فوضعناها في كيس أحكمنا ربطه ثم ذهبنا بها الى مكان بعيد ربما يبعد بأكثر من عشر كيلومترات ثم أطلقناها عند أحد براميل النفايا وماهي الا يومين إثنين فقط حتى عادة الينا مرة أخرى واجبرنا على معايشتها حتى نفقت من نفسها فكفانا الله شرها.
ومادمنا على ذكر المجانين فقد أورد الاستاذحسن نجيلةفي ذكرياته في البادية أن هنالك قبيلة تسكن منطقة المزروب ضاحية الابيض يطلق عليها قبيلة المجانين،وبالقطع هم ليسوا منما أعني ولكن مجرد معلومة أوردها للعلم كما قرأتها لهم ولكم تحيتي......