الموضوع: انهم باقون
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /10-27-2008, 06:10 PM   #1

عضو نشيط

شاذلى غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 49
 تاريخ التسجيل : Nov 2007
 المشاركات : 35

افتراضي انهم باقون

كلما عدت الي الحلة بعد شهرين او اكثر ، تملكني احساس ان هذه القرية بدأت تتناقص من اطرافها برغم التوسع الملحوظ ، اي تتناقص اركانها ودعاماتها وأعمدتها الاجتماعية ، تناقص رموز مجتمعها ، عاشوا فيها ما شاء الله لهم ان يعيشوا ثم مضت فيهم سنة الموت فلهم الرحمة ، عاشوا حتي صارو جزءا من مكونات ، حياتها الاجتماعية فهم في المساجد عبادا وروادا وهم في افراحها واحزانها حضور بلا انقطاع ، تمككني هذا الاحساس بقوة ، في المسجد العتيق ، غاب عنه هذه المرة ، ثلاث من اركانه ، ويشهد لهم الصف الاول كانو قد عمروه بصلاتهم وتسبيحهم ، اللهم انا نشهد لهم ، اللهم انهم اتوك عبر الصف الاول ، فاجعلهم من اصحاب الصف الاول في جناتك ، وانا في تلك الحالة تقافزت امامي الذكريات ، وكل واحد من هؤلاء الرجال عاش الحياة بمذاق خاص ودون ترتيب اتناول بعض ذكراياتهم ، جدنا سعيد محمد احمد الحسين ، رجل فقده الصف الامامي في المسجد ، برغم السن والوهن ، كان يحضر الجماعة ، وكأني به يتمثل حديث الرسول في شأن المصلي يتهادى بين الصفوف ، اصراره وعزيمته تقلق مضجعه فلا يجد راحة ، ويتحامل على جسده وعمره ليبلغ المسجد ، اللهم بلغه الجنة يالله ، عندها تذكرت حين كنت طفلا ، في السابعه حضر الى الحلة ( القراحين ) تيم التطعيم ، وقد تملكنا خوف شديد ، وهربنا من المنازل ، ولم نعد لها الا والشمس قد غابت ، ولسؤ حظنا ، لم يغب عين الرقيب عنا ، وعندما حاول ناس البيت الامساك بي هربت ، وليتني لم اهرب ، فور وصولي للشارع ، رايت جدي سعيد ، وتسمرت قدماى ، وكلمته الوالده ، فقال لي تعال حضرت اليه باستسلام تام ، وقبضني من يدى، وصم يده واداني ضربه في رأسي (تمرات ) وذهبت للقراحة وكانت في ، اعتقد في ديوان شيخ الهادي الله يرحمه ، وعند وصولنا كان الصراخ ، يحفزني على الهروب ، لكن هيهات ، جاء دوري ، وحاولت الهروب وتم نطعيمي في أعلي اليد فصارت علامة بارزة كلما تحسستتها ، تذكرت جدنا سعيد له الرحمة،
محمد دفع الله العركي واحد من الذين تعلقت قلوبهم بالمساجد ، يغالب المرض ويصارع الاعياء ليجعل نفسه حيث راحتها وسعادتها ، ممسكا بمسبحته ، وهو من الرعيل الأول الذي نال تعليما نظاميا ، وعمل بمشروع الجزيرة والفاو حتى ، تقلد اعلى الدرجات الادارية ، وقد عرف عنه طيب معشره ، وحسن خطابه ، وكان محبوبا وسط المزارعين والعاملين ، وقد يرك سيرة طيبة ، اما في الحلة وبعد المعاش ، فقد لزم المسجد ، اماما للمصلين في كثير من الاوقات اللهم ارحمه
اما محمد احمد يوسف الظابط فهو مدرسة قائمة على اركان المثابرة والجد والنظام ولعل لقبه بالظابط يدل على هذه المعاني فهو قد عرف عنه ، المهارة اليدوية في جميع الاعمال اليدوية فهو بناء بدرجة مهندس ومثل ذلك في غيرها من المهن ، كان قد عرف في المجالس بالمناصحة وقول الحق دون خوف او وجل ، يمثل احد اركان المسجد ، لم بمنعه المرض ، ولم يثنيه العمر عن ادراك الجماعة متوكئا عصاه في ظلام دامس وطريق ملئ بالحفر لئلا تفوته صلاة العشاء ، ولن انسى وفي نهاية يوم دراسي ، كنا في الطريق الى المنازل ، وصادفنا في الطريق واوقفنا وطرح علينا سؤالين وجعل الجائزة فورية بلحات من مخلايتة ، وكان الؤال الاول ( عمتك اخت ابوك خال ولدها يبقى ليك شنو ؟) والثاني ( قطر شغال بالكهربه دخانو بمش على وين ؟) ولعلها محاولة منه لقياس درجات الذكاء ، هذه المواقف وبرغم بساطتها تظل في الذاكرة ، لما لها من دلالا ت وعبر
لانمك الا ان نقول اللهم ارحمهم جميا وتعازينا لمن لم نلتقيهم
شاذلــــــــــي


hkil fhr,k








  رد مع اقتباس