الفصل السادس
(1)
0000 سيدنا.. وعف عنا واغفر لنا وارحمنا...
0000 انت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين.
0000 سيدنا.. ولا انتم...
0000 ولا انتم عابدون ما اعبد
0000 سيدنا .. ارم ذات العماد..
0000 التي لم يخلق مثلها في البلاد.
0000 سيدنا .. فانصرنا علي القوم الكافرين...
0000 حلاص ختمت القران يا سالم ... قوم احفظ لوحك عشان بكرة ابو كتيرة يسوي ليك الكرامة.
وفجاة دخ محمد نور المسجد ، لم يكن ضمن من ادّوا به صاة الفجر ذلك اليوم ، فقد امضي ليلته مع عروسته الجديدة بقرية الحليلة الفكي موسي. من المكؤد انه لم يغتسل لصلاة الفجر وان صلاها فبالتيمم فقط، لانه مضمخ ( بالخمرة) ووجهه يلمع كعصاة الابنوس من اثر ( الدلكة ) ، وعندما دخل الخلوة اصبحت كدكان عطار.
عروس الحليلة هذه طلق لها ام الحسن كبري زوجاته الاربعة وام اولاده الكبار، وذلك خضوعاً للقاعدة الشرعية التي لا تيح للمسلم الاحتفاظ باكثر من اربع زوجات، وهي في ذات الوقت الزوجة العاشرة لمحمد نور خلال العشرين عاماً ،فقد طلق اربع ومعه الان اربع وماتت اثنتان.
حيّا فكي الخير وجلس معه علي السرير علي غير عادة بقية زوار الخلوة الذين يجلسون علي الفروة المفروشة امام السرير اكراماً للقران ، اما محمد نور فلم يكترث لهذا التقليد لانه يحفظ القران مثل فكي الخير ويفضله بما يعلرف في الفقه والتوحيد والتفسير.
0000 ماشاءالله يافكي محمد نور خمرة البديريات قوية بلحيل.
0000 العقبي عندك . العروس عندها تلاتة اخوات!
بعدذلك اصبح حديثهماهمساً وبعد ان اتفقا علي ماكانا يناقشانه ، صاح فكي الخير :
0000 يا سالم خت لوحك في الدكة وتعال.. ابوك محمد نور عايز يرسلك.
0000 نعم يابا محمد نور
0000 بدورك تمشي تجيب لي حمارتي.
0000 حمارتك وين يابا محمد نور
0000 تلقاها مربوطة تحت الحرازة في طرف غابة الحديبة حلها وجيبها لي هنا.
0000 حاضر يابا محمد نور .وانطلق الصبي .
وعندما وصل باب المسجد ناداه محمد نور وكأنه تذكر شيئاً كان قد نسيه.
0000 تعال ياسالم.
وعندما رجع الصبي مدّ له سوطه.
0000 شيل معاك السوط ده عشان تجيبها بيه.. ابقي نجيض الحمارة مجنونة.
0000 حاضر يابا محمد نور .
أخذ سالم السوط ونظر اليه طويلاً ، اذلم يحدث ان لامست يد صبي سوط محمد نور هذا ، فهزه وانلق به نحو الباب والتلاميذ ينظرون اليه باعجاب مشوب بالحسد.
ولم يشاهد سالم عد تلك اللحظة في ودالماجدي!!
كان محمد نور قد اعد لكل شئ بدقة متناهية. فعندما وصل سالم الي شجرة الحراز وجد الحمارة مربوطة بحبل كثير العقد يصعب علي صبي في سنه معالجتها. وبينما كان يحاول حل العقدة امسك به شخص من الخلف وكمم فمه ووضع خنجراً علي عنقه.
0000 لو صرخت او قاومت ستصبح طعاماً لصقور.
0000 تاكد من انو الولد المقصود ياعدلان .
ولما التفت سالم الي مصدر الصوت رآى رجلاً علي ظهر جمل بارك داخل حفرة.
0000 نعم إتأكدت.
واومأ بر أسه الي سوط محمد نورالملقي علي الارض.
قام الرجلان عد ذلك بوضع سالم داخل جراب ضخم له جيبان كالخرج ، شغل الصبي احدهما وصب رمل علي الجيب الاخر لمعادلته . ثم وضعا الجراب علي ظهر احد الجملين وانطلقا به . وبعد رحلة استغرقت كل النهار وجل الليل ادخلاه وهو معصوب العينين في غرفة مظلمة يفتح بابها علي غرفة اخرى .
ليس للغرفة منفذ لضوء او هواء ماخلا طاقتين صغيرتين ملاصقتين للسقف ،وقد اسدلت ستارة سوداء علي كل واحدة منهما . كان الخاطفان يقومان علي خدمته وحراسته بالتناوب .وعندما تمعن في وجه الرجل الذي كان علي ظهر الجمل داخ الحفلرة احسّ بانه رآه في مكان ما من قبل وتحدث اليه .
0000 (خلاث) ختمت القران ياود ( ثالمة).
اذن هذا هو الرجل الالثغ الذي رآه يشرب المريسة تحت شجرة جدته سليمة قبل بضعة أشهر واعطاه قرشاً عندما حمل اليه القهوة وقال له:
0000 لمن تختم القران ( بنثوقك) ود حميدان تقري لينا اولادنا و( تثلي) بينا الاوكات.
اذن هو في ود حميدان بلدة آمنة زوجة ود خوجلي , ولم يجب عن سؤال الرجل ، واسمه عبد الجبار،ولم يتحدث الي اى من الخاطفين اذ لم يكن لديه ثمة ما يسأل عنه ، فكل الصبية سمعوا قصص ودنقادي ، وعندما عاد الشايب محمد سليمان من خاطفيه كان سالم ضمن من قابلوه بام دقرسي واستمع لقصضة كاملة من صاحبها.
إذن لقد حل به ما حل بالشايب من قبله ،و ينتظر الفرج من عند رب العالمين.