اولا نشكر الاخ وداعة الابوفروعي علي هذه النبذة الجميلة والبديعة عن جدنا المرحوم احمد عبد الحليم ود دفع الله الرجل الذي كان لساه رطبا بذكر الله. وهو كما ذكر اخونا عبد المنعم سعيد خال لوالدنا وقد تزاملنا مع جدنا المقدم احمد في حلقة القران بالمسجد تحت اشراف الوالد وكان لا يقرا لوحا كما كنا نفعل ولكن كان يجلس معنا متاخرا قليلا عن الحلقة مستمعا للقران وتلاوته. وكان عمنا طه كثيرا ما يطلب منه ان ينصرف اذ كما قال وداعة ان جدنا احمد كان ينام مبكرا ولكنه كان يصر علي البقاء حتي نهاية الحلقة ويقوم بمساعدة الاخوان بالحلقة بتقفيل المسجد واطفاء الانوار ثم ينصرف.
وكان ينبه لصلاة الفجر مستخدما انشادا شجيا راقيا وقد تساءلت ابنتنا سارة عن بعض المقاطع التي كانت تستمع لها وهي صغيرة واقول لها ان تلك المقاطع كانت من تاليف جدها العلامة الشيخ محمد الامين القرشي. وقد قام عمنا الطيب احمد عبد الحليم بتجميع تلك القصائد بخط اليد بمساعدة والدنا واسماها "ديوان العشريات" اذ ان كل قصيدة كان بها 10 ابيات شعر وقد رايتها قبل حوالي 20 عاما بخط اليد ولا ادري اين هي الان. يتحسر الانسان علي هذا التراث الضائع.
والقصيدة التي ذكرتها سارة تبدا كالاتي:

يا نائم الليل قم فالصبح قد طلعا
فلا يراك اله الخلق مضطجعا
قم فالاذان انذركم
والنوم من بعده للناس قد منعا

الي ان يصل الي المقطع الذي يقول

ما هكذا يا فتي الاسلام شرعتنا

وقد كان الوالد يقوم كثيرا بمهمة الاذان خاصة اذان الفجر عند مرض جدنا احمد عبد الحليم ومكوثه بالمستشفي والفراغ الذي احدثه بعد وفاته. وكان الوالد عليه رحمة الله يستخدم نفس قصائد الشيخ محمد الامين القرشي وينشدها في اذان التنبيه. وهي كما ذكرت قصائد تفيض رقة وسموا ووعظا وتنبيها وقد كانت لنا حاديا وحافزا قويا للنهوض والصلاة لقوتها وجزالتها. أثاب الله الشيخ القرشي والجد احمد والوالد محمد جلي والعم الامين البشير بقدر ما دعوا الي الله بالكلمة والنداء والوعظ والارشاد