عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /05-31-2008, 07:07 AM   #6

عضو مميز

أبوذر جلي غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 92
 تاريخ التسجيل : Feb 2008
 المكان : السودان - ابوفروع
 المشاركات : 474

افتراضي اسئلة الغربة

تلقيت ثلاثة اسئلة عن الغربة:

أولا سوال الاخ هيثم محمد علي خضرعن: لماذا الغربة مرة ثانية

ثانيا سؤال الخ مجدي الطيب عن تاثير الغربة

ثالاثا سؤال الاخ محمد يوسف محمد سعيد عن سلبيات وايجابيات الغربة

فابدا واقول ان الغربة في حالتي كانت نوعان من الغربة:

الغربة الاولي كانت عربة علم الي بعض البلاد الغربية وكان هدفها محدد ووقتها محدد وبواسطة جهة خارجية اي كانت غير مرنة من جانبي.
الغربة الثانية كانت غربة عمل الي المملكة العربية السعودية امتدت الي اكثر من عشر اعوام وهذه غربة اختيارية الي حد ما؟

فبهذه الكيفية ولهذا العدد من السنوات اثرت علي الغربة بلا شك يا اخ مجدي اثرا وانشاء الله يكون ايجابي. ولكن ما كنت افطن له دائما ان لا تتسبب الغربة في قطع الانسان من جذوره ونسيان اهله وموطنه. كما يحصل في كثير من الحالات ولذلك حرصت جدا علي العودة للسودان من الولايات المتحدة بعد نهاية بعثتي الدراسية في حين كانت هناك فرصا للبقاء هناك والعمل في احدي الجامعات او الكليات. وقد تخلف اثنان من زملاء بعثتي (كنا ثلاثة) هناك وما يزالون هناك ولكن انقطعت صلتهم بالسودان الا من اجازة قصيرة كل 5 او 6 اعوام.

اما هنا في المملكة فحريص علي الذهاب للسودان مرة او مرتين او ثلاث مرات للسودان في كل عام. كما ان الغربة في المملكة اخف قدرا والبلد اكثر تشابها للسودان من غيره والحمد لله.

اما الاثر اليجابي للغربة لكل انسان وليس لي وحدي علي ما اظن هي اكتساب عادات العمل الجاد وبذل الجهد لان المحيط الذي تهاجر اليه لا يقبل منك غير ذلك. وهذه حقيقة بخلاف الوضع في السودان حيث الجو العام مهيا لدعم الانسان في حياته اليومية وعمله الرسمي بصورة قد تكون سالبة في كثير من الاحيان. والانسان في بلده لا يشعر بهذا النوع من الحاجة لبذل ذلك الجهد والحرص.

وهذه بالمناسبة قاعدة عامة تبدا من سرير النوم فحين تكون في سريرك تكون في اتم اراحة والتخفف من اثقال الحياة وفي اللحظة التي تغادر فيها السرير تحتاج الي اللبس والاستعداد للنشاط داخل المنزل واذا خرجت خارج البيت تحتاج للاستعداد اكثر والتجهز اما اذا كنت تنوي السفر خارج القرية الي الحصاحيصا مثلا فتزداد درجة استعدادك وتحتاج الي ملكات وقدرات اكثر من ذي قبل وهكذا حتي تصل الي مرحلة الغربة والتي تحتاج فيها الي مقدرات وموهلات عالية واهتمام وحرص متواصل مما ينمي في الانسان هذه الملكات المطلوبة وبشدة في الحياة المعاصرة.

فهذه من اهم فوائد الغربة وتاثيراتها الايجابية علي في السعي المتواصل بعون الله وفضله في تطوير الذات والقدرات.

وهذه تدخل ضمن محاسن الغربة بالنسبة للافراد.

اما من مساوئ الغربه فيتمثل في جنوح الانسان للفردية والاهتمام الضيق بشئون الحياة اذ تحكمه ظروف العمل ومشاغله ومتطلباته عن الوفاء بكثير من الالتزامات والاهتمامات التي كان سيقوم بها لو توفر الوقت والظروف المساعدة.

كما ان الاهتمام بالتفاصيل يسقط من دائرة الاهتمام اذ ان بعد الانسان عن الوطن والاهل يجعله ينفصل قليلا عن الجو العام ومعايشة الحية للاحداث والتي تؤثر سلبا في تقييمه للامور في الحاضر والمستقبل.
وبعض المغتربين والذين يتركون اسرهم خلفهم او يغيبون لفترات طويلة عن ذويهم يفقدون كذلك الحياة الطبيعية للاسرة كاسرة وهذا ما نشاهده كثيرا في انفصام عري العلاقات بين الابناء وابائهم واخوانهم واهلهم عموما نتيجة للغربة.

كذلك من مساوئ الغربة اكتساب بعض العادات الغير محببة من المجتمعات التي نعيش فيها وذلك لانه من السهولة اكتساب مثل هذه العادات خاصة من قبل الشباب رغم المقاومة.

واخيرا يظن بعض المغتربين خطا ان الحياة ساكنة في السودان في غيابهم مما يصيبهم بالدهشة وسوء التقدير في كثير من الحالات.








  رد مع اقتباس