[align=right]وفي عام 1901 كان السيد عبدالرحمن المهدي رديفا لمحمد ود شقدي علي ظهر حمار ابيض في طريقهما الي الخرطوم من ود مدني.
وكان السيد عبد الرحمن وقتها صبيا لم يبلغ الحلم ونزلا ضيفين علي خلف الله ود تا تاي بام دقرسي المجاورة لود الماجدي.
0000 كيف حالك ياود شقدي ؟
0000 اريت حالك زين ياود تاتاي.
0000من وين وعلي وين ؟
0000 جينا من مدني وقاصدين الخرطوم وقلنا نغشاك نقيل عندك علي بال النهار ما يبرد والحمار يرتاح.
0000 الوليد المعاك دة ولدك؟
0000لا. ماولدي دة عبدالرحمن ود سيدي المهدي .طلبوه الانجليز في الخرطوم
0000 عبد الرحمن ودسيدي المهدي ؟
واطرق الرجل بره ثم واصل حديثه والدموع تملا عينيه
0000اللهم لا اعتراض في حكمك! ودالمهدي مردوف علي حمار؟
وبكي ودتاتاي حتي بلت الدموع لحيته وبعد الغداء ودع ضيفيه واهداهما حمارا لكي يكمل ودالمهدي ماتبقي من رحلته علي ظهره.
وفي الخرطوم قدم النجليز عرضا لابن النهدي يسمح له بمقتضاه باعادت بنا دار ابيه وقبته ورعاية شؤن انصاره اذاماوافق علي عدم استخدامهم في شن حرب علي الحكومة. ولم يكن للصبي خيار سوي القبول . فاين له بمحاربة اطبر قوي عسكرية واقتصادية في العالم قضت علي جيش الخليفة في معركة كرري في اقل من ثلاث ساعات ؟
كان ابوه يعتمد في حربه ضد الاتراك علي التفوق العددي الذي يتمتع به. فعقب صلاة الفجر ينقض اتباعه علي جيش العدو المكون من الباشبوزق الجبنا والسود الذين قصبهن غردون من اسيادهم وجندهم في جيشه. يعتمد جيش الحكومة علي مدافع كروب ونورنفلديت وهالمدافع الجبلية وهي مدافع ثقيلة الوزن بصيئة الحركة تعبا بطلقات الواحدة منها بحجم كرة السله .يقوم جنديان بتعبات المدفع بالطلقات بينما قوم ثالث بتشغيله وتحتاج عملية تعبات المدفع لنصنف ساعةكامل.
فكانت جيوش المهدي المكونة من المشات والفرسان تتلقي الضربة الاولي من مدفع الاتراك فيموت كل من تصادفه النار .وقبل ان يعبا المدفع مرة ثانية يكون المجاهدين قد وصلوا اليه وذبحوا من يقومون بتشغله وغنموه.
وعلي اساس هذا التصور لسلاح العدو اصر الخليفة عبد الله عل ملا قاته بكرري.ورفض كل اقتراح اخر واصفا اياه بالجبن وقصر النظر. ولم يكن الرجل يعلم انه قد تم اغتراع سلاح جديد بالمانيا سنة 1892 اطلق عليه المدفع الرشاش وهو مدفع له عجلات تحركه ويرسل طلقات بصضورة متصلة ويعبا بالطلقات اتوماتكيا ويرسل طلقاته علي مدي مائة وثمانين درجة.وان الانجليز يمتلمون هذا السلاح الان. وعندما وصل الانصار الي كرري جوبهوا بحقيقة اخري اربكت خططهم وافسدت تدبيرهم وذلك لان مهاجمة العدو والقضاء عليه تحت جنح الاظلام كما حدث في الجزيرة ابا وشيكان لم يعد امرا ممكنا في كرري . فقد ركب كتشنر كشافات ضخمة علي قمم التلال احالت اليل نهارا فاضروا لتاجيل الهجوم الي مابعد شروق الشمس .وعندما هجموا علي مدافع كتشنر حصدتهم حصدا وسقط اشجعهم علي بعد خمس واربعين ياردة من جنود العدو وقتل وجرح منهم عشرون الف رجلا وفقد كتشنر صوابه لبشاعة ما راي من ذبح و تقتيل واخذ يصيح في رجاله .
caes firing ! caes firing!this noy buttle!this is amassacre
0000اقفوا اطلاق النار ..زاوقفوا اطلاق ...النار هذه ليست معركة! انها مذجرة.
السيد عبد الرحمن رغم صغر سنه والكارثة التي المت باسرته وانصار ابيه مدرك لهذه الحقيقة ومستعد للتعامل وفق مقتضيات المرحلة. فقد نشا الصبي الذي لم يملء عنيه من وجه ابيه في ملك بناه والده وتربي في مدرسة الكوارث التي امدته بقدرات لا حدود لها غت المياسرة والمرونة والحلم. اما عبد القادر ودحبوبة فلم يدرك شيئا من ذلك لانه لم يشهد كرري وغادر السودان عندما كانت دولة المهديةتحتفظ بشئ من قوتها وفتيتها.وازدادت صدمته عندما علم ان الانجليز يخططون لباء سد علي النيل الازرق في منطقة سنار وان ابن المهدي رما يمنح مناقصة تزويد توربيناته بالوقود
كانت لتلك التطورات وقع الصاقعة عل ود حبوبة الذي مازال علي ولائه لثورة المهدي ولا ريد مهادنه مع الكفار اعداء الدين والوطن .لذا فقد عزم علي بدء ثورته من منطقة الحلاوين التي عرفها وتعرفه .
قطع ود حبوة المسافة من الخرطوم الي الحلاوين مشيا علي قدميه وسار بمحاذات النيل الاحتي لا يتر لحمل الماء او طلبه.وعاني الكثر ، فجسمه الضخم لم يجلس علي صهوة جواد منذ ان اسر،وما شهده خلال تلك الرحلة جعل قلبه تقطع اسى ولم يكف عن البكاء حتي وصل داره.وما ان وصل الي منطقة التقر حتى اصيب بخيبة امل اخرى . فاخوه امام الذي يعول عليه الكثير في تدبيره الجديد هادن الحكومة ونصبته زعيما علي الحلاوين.لذا لم يبقي له معين سوى ربه وعزيمته .فاخذ يجمع انصار المهدي القدامى منطقة الحلاوين ويشتري لهم السلاح الابيض ويقراء معهم راتب المهدي ويذكرهم بانتصاراته ويحرضهم علي التمرد علي الحكومة لاعلاء كلمة الدين والوطن.
[/align]