فالأصل في الإنسان أن يحب وطنه ويتشبث بالعيش فيه، ولا يفارقه رغبة عنه، ومع ذلك فإن خرج فلا يعني هذا انقطاع الحنين والحب للوطن، والتعلق بالعودة إليه
قال الغزالي (والبشر يألفون أرضهم على ما بها، ولو كانت قفرا مستوحشا، وحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم، ويغضب له إذا انتقص، والوطنية بهذا التحديد الطبيعي شيء غير مستغرب... وهذه السعادة بالعيش في الوطن، وتلك الكآبة لتركه مشاعر إنسانية لا غبار عليها ولا اعتراض).
وما أجمل هذين البيتين:
نقل فؤادك ما اشتهيت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم من منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبداً لأول منزل