عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-29-2008, 09:04 AM   #8

عضو مميز

أبوذر جلي غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 92
 تاريخ التسجيل : Feb 2008
 المكان : السودان - ابوفروع
 المشاركات : 474

افتراضي العم الكبير الطيب جبارة

اولا معذرة لتاخر هذه الاضافة لانو ما كنت استطيع الدخول للمنتدي منذ زمن طويل ولكن لا يمكن ان يفوتني التعليق علي هذا الرجل والذي كان والد الجميع هو والمرحوم اخيه عمنا الحاج الهادي. أعجبني مبادرة الاخ الشاذلي ورد الاخوين عبد المنعم والطيب سعيد علي الدور الاجتماعي الهام له. والعبرة ان ننقل لهذا الجيل الجديد كيف كانت القرية وكيف كان تعامل الناس وان التربية مشاعة لان الكل حادب علي الكل. ولاننا كنا نسكن قريب من عمنا الطيب فلنا معه مواقف كثيرة يومية عن الانصار وحزب الامة والجلابية الانصارية وكنا وقتها صغارا. اما الموقف الذي اريد ان اسجله هنا فيرتبط بحادثة حصلت لي وانا صغير وبالتحديد في يوم 24 مايو 1969 اذ كنا واخي ابراهيم نسقي اشجار بيتنا الحالي في ابي فروع الجنوبية قبل ان نرحل اليه وكنا نستخدم جرادل الزنكي الثقيلة فانفصلت الترقوة عن مكانها وانزعج الناس في ذلك الوقت وتجمع الاهل والجيران وقرروا السفر للخرطوم لمقابلة البصيرة الشهيرة بنت بتي اذ ان الحالة كانت صعبة واشار كل الناس بالسفر لمقابلتها في ام درمان. وفي صباح يوم 25 مايو 1969 تجمع الوفد الذي كان سيرافقني من الوالد عليه الرحمة والعم طه والعم الطيب جبارة وعمنا الزين ادم. ولا انسي جلوسنا في ظل بيت عمنا المرحوم ابراهيم الدافوري والعم الطيب جبارة يلببس ثوبه الابيض والعمة ذات الذؤابة. وفجاة جاء اخونا السماني الطيب يجري وقال يا ناس اصبروا الخرطوم فيها انقلاب في واحد اسمه جعفر محمد سناري (وليس نميري) عمل انقلاب فلا تتحركوا وظللنا منتظرين حتي تاكد الانقلاب وتاجل السفر الي اجل غير مسمي. ولا انسي تعليقات عمنا الطيب عن الانقلاب وكيف انهم سيقاومونه وكيف لضابط شاب ان يتجرا ويعمل انقلاب ضد الازهري واولاد المهدي ........الخ.
واشار احد الناس الموجودين باستشارة الجدة بنت المني بنت سليمان وفعلا ذهبنا جميعا لدارها واشارت بان نحضر في العصر بعد ان يبرد الجو. والحمد لله تمت معالجة اليد والترقوة الي يومنا هذا علي يد البيصيرة الماهرة بنت المني تلك المرأة المبروكة ولم نحتاج للسفر الي الخرطوم او مقابلة طبيب فقد تم الحمد لله الشفاء في نفس اليوم مع استمرار المراجعة اليومية لعدة ايام . عليهم الرحمة جميعا. ولم يزل عمنا المرحوم الطيب يذكرني بها الي ان توفاه الله خاصة اذا راني احمل شيئا في يدي عليه الرحمة.
ودلالة هذه القصة للجيل الحالي انها توكد ما ذهب اليه الاخوة الطيب والشاذلي وعبد المنعم عن مقدار ترابط الناس في ذلك الزمان وهي اقرب الي حياة المجتمع الاسلامي الاول اذا لم ابالغ. فوالله كان الاب اب الجميع والاخ اخ الجميع والديوان ديوان الكل واواني الطعام في حركة مستمرة نهارا وليلا يتبادل الناس الاطعمة فاذا جاء طعام دسم وفاخر فللجيران منه نصيب او بطيخة او فاكهة فللفريق.واكاد اجزم ان معظم الوجبات التي كنا نتناولها في بيوتنا او بيوت الجيران والاهل كانت جماعية محضورة وساعود لذلك في مشاركة اخري ولذلك في ظني كانت الرحمات تتنزل عليهم لانهم كانوا يطبقون الدين والسنة بلا دعاية او تكلف او رياء بل كان شيئا فطريا تلقائيا رغم بساطة الحال (واوكد رغم بساطة الحال). ألا ليت دهرا قد تولي يعود ....وهيهات








  رد مع اقتباس