و اليكم هذه الجزء منقول من جريدة الخليج الاماراتية
ما الذي أبكى الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) رقيق القلب يبكي اذا سمع القرآن الكريم، أو اذا رأى من يبكي من خشية الله، وقد جاء ذلك فيما روى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت “أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون” (سورة النجم، الآيتان ،59 60)، بكى أصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حنينهم بكى معهم فبكينا لبكائه، فقال (صلى الله عليه وسلم) لا يلج النار من بكى من خشية الله، ولا يدخل الجنة مصر على معصيته، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم.
وبكاء النبي (صلى الله عليه وسلم) عند سماع القرآن الكريم ثابت بحديث صحيح، فقد روى البخاري عن ابراهيم قال: “قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لعبدالله بن مسعود: “اقرأ عليّ قال عبدالله بن مسعود: “أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال (صلى الله عليه وسلم): اني أحب أن أسمعه من غيري، قال: فقرأ عليه من أول سورة النساء الى قوله فكيف اذا جئنا من كل أمه بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا”، فبكى (صلى الله عليه وسلم).
ووردت أحاديث كثيرة تبين فضل البكاء من خشية الله ومنها عن انس رضي الله عنه قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خطبة ماسمعت مثلها قط فقال: “لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، فغطى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجوههم ولهم حنين ( أي بكاء)”.
ووصفت صورة بكاء في الصلاة، فعن عبدالله بن الشخير قال: “أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزير المرجل من البكاء”.
وأشار علي بن ابي طالب رضي الله عنه الى ان النبي (صلى الله عليه وسلم) كان ليلة بدر قائما يصلي يدعو ربه ويبكي ويكثر الابتهال والتضرع ان ينصر الله المؤمنين.
ويحكي تلك الواقعة علي بن ابي طالب رضي الله عنه فيقول: “ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتنا وما فينا قائم الا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح”.
والواضح أن لبعض الاماكن أهمية خاصة عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، حيث كانت تذكره بالله، فيبكي وتفيض عيناه من خشية الله، ومن هذه الاماكن التي كانت تؤثر فيه (صلى الله عليه وسلم) الحجر الاسود، فروي عنه انه كان يبكي عنده ويقول: “هنا تسكب العبرات”.
ويروي ابن خزيمة في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: “أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) باب المسجد فأناخ راحلته، ثم دخل المسجد فبدأ بالحجر فاستلمه وفاضت عينه بالبكاء، ثم رمل ثلاثا ومشى أربعا حتى فرغ، فلما فرغ قبل الحجر ووضع يديه عليه ومسح بهما وجهه”.