الموضوع: خواطر
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-08-2008, 03:24 PM   #1

عضو مميز

عبد المنعم سعيد غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 31
 تاريخ التسجيل : Oct 2007
 المكان : من ابوفروع - مقيم بابو ظبي
 المشاركات : 212

افتراضي



مواصلة من نفس المصدر السابق

( آداب الجوارح ثم على كل جارحة من الجوارح آداب تختص بها ، فآداب العين أن ينظر إلى إخوانه نظر مودة ومحبة يعرفها منك هو ومن حضر المجلس ، ويكون نظره إلى محاسنه وإلى أحسن شيء يصدر منه ، وأن لا يصرف عنه بصره في وقت إقباله عليه وكلامه معه . وآداب السمع أن يستمع إلى حديثه سماع مشته لما سمعه ، متلذذ به ، وإذا كلمته لا تصرف بصرك عنه ، ولا تقطع حديثه بسبب من الأسباب ، فإن اضطرك الوقت إلى شيء من ذلك استعذرته فيه ، وأظهرت له عذرك . وآداب اللسان أن تكلم إخوانك بما يحبون ، ثم في وقت نشاطهم لسماع ما تكلمهم به ، وتبذل لهم نصيحتك ، وتدلهم على ما فيه صلاحهم ، وتسقط من كلامك ما تعلم أن أخاك يكرهه من حديث أو لفظ أو غيره ، ولا ترفع عليه صوتك ، ولا تخاطبه بما لا يفهم ، وكلمه بمقدار فهمه وعلمه . وآداب اليدين أن يكونا مبسوطتين لإخوانه بالبر والمعونة ، لا تقبضهما عنهم وعن الإفضال عليهم ومعونتهم فيما يستعينون به . وآداب الرجلين أن يماشي إخوانه على حد التبع ، ولا يتقدمهم ، فإن قربه إلى نفسه تقرب إليه مقدار ما يعلم أنه محتاج إليه ، ثم يرجع إلى موضعه ، ولا يقعد عن حقوق إخوانه معولا على الثقة بإخوانهم ؛ لأن فضيل بن عياض قال : ترك قضاء حقوق الإخوان مذلة ويقوم لإخوانه إذا أبصرهم مقبلين ، ولا يقعد إلا بقعودهم ، ويقعد حيث يقعدونه كذلك . أنشدت لمنصور أو غيره : فلما بصرنا به مقبلا حللنا الجثا وابتدرنا القياما فلا تنكرن قيامي له فإن الكريم يجل الكراما هذا كله يبين أن آداب الظواهر عنوان آداب السرائر ، كذلك روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم رأى رجلا يمس لحيته فقال : « لو خشع قلبه لخشعت جوارحه » ولما قال الجنيد لأبي حفص : أدبت أصحابك آداب السلاطين ، فقال : لا ، أبا القاسم ، ولكن حسن آداب الظاهر عنوان حسن آداب الباطن وتعلم أن كل علم وحال وصحبة خرج من قالب الأدب فهو مردود على صاحبه . فإنه روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : « إن الله أدبني فأحسن تأديبي » « وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحب معالي الأخلاق » ثم تعلم هذا : أنه كما يجب عليه مراعاة ظاهره لصحبة الخلق وعشيرتهم ، فإن مراعاة باطنه أولى ؛ لأنه موضع نظر الله ، وآدابها أن تكون بملازمة الإخلاص ، والتوكل ، والخوف ، والرجاء ، والرضا ، والصبر ، وسلامة الصدر ، وحسن الظن بهم ، والاهتمام بأمورهم . فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : « من لم يهتم بالمسلمين فليس منهم










التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم سعيد ; 04-18-2010 الساعة 02:41 PM
  رد مع اقتباس