بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
----------------------
لا القوم راحوا بأخبارٍ ولا جاؤوا
ولا لقلبِكَ عن ليلاكَ أنباءُ
جفا الربيع ليالينَا وغادرها
وأقفرَ الروضُ لا ظلٌّ ولا ماءُ
يا شافيَ الداءِ قد أودى بيَ الداءُ
أما لهذا الظمأ القتَّالِ إرواءُ
ولا لطائرِ قلبٍ أن يقَرَّ ولا
لموكبٍ فَزِعٍ في الشطِّ إرساءُ
عندي سماءُ شتاءٍ غيرُ ممطرةٍ
سوداءُ في جنَبَاتِ النفسِ جرداء
هوجاءُ آونةً خرساءُ آونةً
وليس تخدعُ ظنّي وَهيَ خرساء
فكم سجا الليلُ إِلا هامسٌ قَلِقٌ
كأنه نَفَسٌ في الليلِ مَشَّاءُ
أأنتِ ناديتِ أم صوتٌ يُخَيَّلُ لي
فلي إِليك بأُذنِ الوهمِ إصغاءُ
لبيكِ لو عندَ روحي ما تطيرُ به
وكيفَ ينهضُ بالمجروحِ إعياءُ
تَفَرّقَ الناسُ حول الشطِّ واجتمعوا
لهم به صخبٌ عالٍ وضوضاءُ
وآخرونَ كسالى في أماكنهم
كأنهم في رمالِ الشطِّ أنضاءُ
تحللوا من قيودِ العيشِ وانطلقوا
لا هُم أُسَارى ولا فيهم أرِقَّاءُ
إِلى الوداعِ وما للبينِ إِرجاءُ