مواصلة
ثم إن أول الصحبة معرفة ثم مودة ثم ألفه ثم عشرة ثم محبة ثم صحبة ثم أخوة وقيل غذاء النفوس في العشرة.
وغذاء القلوب في الصحبة والصحبة لا تكون إلا باتفاق البواطن قال الله تعالى في صفة المنافقين (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى).(آية 14 من سورة الحشر)
والصحبة إذا صحت شرائطها فإنها أجل الأحوال ألا تري أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أجل الناس علما وفقها وعبادة وزهدا وتوكلا ورضا فلم ينسبوا إلى شيء من ذلك غير الصحبة التي هي أعلاها ومن آدابهم ألا يجري في حديثهم هذا لي وهذا لك ولو كان كذا لم يكن كذا ولعل وعسي ولم فعلت ولم لا تفعل وما يجري مجراها فإنها من أخلاق العوام قال إبراهيم ابن شيبان كنا لا نصحب من يقول فعلي ولا تجري بينهم الإعارة والاستعارة وقال بعضهم الصوفي لا يعير ولا يستعير ولا تجري بينهم المخاصمة ولا المجادلة ولا الازدراء ولا المزاحمة والمغالبة والغيبة والوقيعة والنقيصة والاستهزاء بل يكون كل أحد منهم للكبير كالولد وللنظير كالأخ وللصغير كالوالد وللأستاذين كالمملوك.