توفى الشيخ القرشي ود الزين عام 1880م وتلميذة محمد احمد (المهدي) بالجزيرة أبا يهيئ للثورة فأقيل إلى قرية ( طيبة ) لمناسبة وفاة شيخه واستقر راية على تشيد قبة على قبر الشيخ معلما على صلاحه ووفاء من تلاميذه واقرب ما يتسعان به في أمر البناء كان مشرع (ابوفروع ) هنا يمكن ضرب الطوب وينقل بمناولة الحيران صفوفا متراصة من ابوفروع إلى ( طيبة ) - كان (محمد احمد) يعمل بنفسه ويشرف على عمل الحيران . وقطعا كان يتوضأ والحيران من الموقع ذاته الذي رست فيه قبل أربعين عاما مركب الرجلين – ولا مثل للراحة بعد العناء إلا تلك (الخريمة ) التي تناول فيها الغربيان طعام الكاشف .
في الأوان ذاته كان الثائر العظيم عبد الله ود تورشين ذو الخمسة وثلاثين عاما يتحسس راحة نفسه في لقاء المهدي المنتظر ويورد سلاطين باشا قول الخليفة عبد الله وهو يمنى النفس بلقاء المهدي : (كان كل ما أملكة قي الدنيا حمار له دبرة في ظهره فلم أكن استطيع ركوبة لأجل الجرح علية وإنما كنت أضع علية قربتي والمخلاية فيها دقيق وأسوق الحمار قدامى )
وينتقل عبد الله ود تور شين من قرية إلى قرية إلى ليصل الجزيرة أبا فبلغة إن (محمد احمد ) في طيبة لوفاة الشيخ القرشي – يصل (طيبة )ليدرك إن (محمد احمد) في البحر- ابوقروع لأجل الطوب يمضى إلية تحت ظل الخريمة ذاتها يجلس ألان محمد احمد المهدي وعبد الله ود تؤرشين يتناجيان بأمر الثورة