مرثية /مصعب
إن سال من درب العيون بحور
فالحزن باغ والزمان غدور
طافت بشهرالصوم كاسات الاسى
فنلت منها ياصغيري من غير شعور
ارايت كيف هوى من الحياة ذلك العصفور
ارايت ام ذاك الطفل تبكي ذلك الطفل الشهيد
حينما اخذه ساعد الموت العتيد
وصعدت روح صغيري محفوفة بالنور
وطافت بها ملائكة الرحمن البيت المعمور
حاملة روح الجسد الطهور
في جنات ملئها بنات الحور
وقد خبت روح ذلك الجسد النحيل
فهل من بعدك يا ترى يخضرالنخيل
وينبت العشب على الشطئآن
ويعرف الفرح الوجدان
وهل ستعرف العصافير الغناء؟
ويؤوب للدنيا ربيع الهناء
يا صغيري ستبقى بيننا حتما ليوم اللقاء
في جنات عرضها الارض والسماء
بكتك ياصغيري عيون اهلك الكبار
وعيون اجدادك وأقرانك الصغار
وحلقات الذكر وحفظة أهل القرآن
وأزهار النرجس والايقهان
شاء القدر ان يريك ظلام اللحود
قبل ان تعرف معنى الهمود
ياصغيري من الذي ابعدك عن الوجود؟
بالامس فقدك تلاميذ المدارس
ولم اراك بينهم جالس
فقد عرفوا أنك بين القبور الدوارس
فسالت دموعهم بحور وبحور
سآلها الاسى والزمن المقدور
بكتك يا حبيبي نجوم السماء العوالي
والبروق الغوادي
والسواقي النايحة
والطيور الصادحة
وسهول الوادي النضير
وقطرات السهل المطير
يا صغيري بالامس كنت بين اخوانك كالحن فريد
تجدد فيهم كل يوما فرحا ومنًا تليد
ولكن هدام يا صغيري يذهب بكل شيء كان
ويرمي بها خلف القضبان
ويسكن الحزن كل الوديان
وبين الجدران وبين الحيطان
يا صغيري سيبقى حزنك فينا متجدد كالموج في الانهار
ويثور فينا ثوران الموج في البحار
وستبقى في دواخلنا حتى النفس الاخير
فياصغيري امامك اخوك وعمك وجدك الكبير
وحتما يا صغيري يوما اليك سنسير
فانتم في جنات عالية لا تسمع فيها لاغية