بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
المحترم الاخ /احمد امام العالم
موضوع تشجيع الشباب على الزواج و محاربة العادات و التقاليد( التي تسبب تأخر الشباب لدرجة اشبه بالعزوف ) موضوع نتمنى لو أن وزارة التربية تتطرق في مناهجها التربوية لمثله, خصوصا المناهج التي يدرسنها البنات, و مناهج فصول محو الامية التي يدرسنها النساء الكبار , لانه كما قال الشاعر: (الأم مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الأعراق) .
لا شك ان النظرة المادية صارت تسيطر على معظم شعوب دول العالم المتأخر و لو قارنا بين الزواج في العالم المتأخر و العالم المتقدم حتى الغير مسلمين نجد ان زواجهم مبسط لدرجة تشجع على الزواج .
لو تتبعنا كتب السيرة النبوية نجد فيها مواضيع تشجع على تبسيط الزواج و لكن مناهجنا التربوية لا تتطرق لها , لذلك نجد ان معظم البنات يجهلنها تماما .
--------------------------
نراجع قصة زواج السيدة عائشة و السيدة فاطمة الزهراء و نتمنى ان يصل مضمون القصتين لكل أنسانة .
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة بعد غزوة بدر في شهر شوال في السنة الثانية للهجرة. وكانت السيدة عائشة تتباهى بذلك حيث أنه كان شهر مبارك عند العرب وتقول "خطبني الرسول صلى الله عليه وسلم في شوال وبنا بي في شوال"حتى أن السيدة عائشة كانت تزوج البنات في عائلتها في شوال. كانت تقول السيدة عائشة قبيل زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم "كان وزني خفيف وكانت أمي تسمنني للزواج من النبي صلى الله عليه. وفي يوم الزواج تقول السيدة عائشة: فبينما أنا مع صويحباتي على أرجوحة إذا بأمي تصرخ علي تعالي تعالي, فجئت إليها أقول هة هة يكاد ينقطع نفسي فأخذتني وأدخلتني الى دور من دور الأنصار فإذا نساء من الأنصار يستقبلنني يزينونني يأخذن شعري ويصلحنه, ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم وبينما أنا في البيت أقيمت الوليمة فقدم النبي للناس اللبن وشيء من الطعام فأعطى النبي للبنات الصغيرات الطعام فأستحيين فقلن: لا نريده فقال لهن النبي صلى الله عليه وسلم: لا تجمعن جوعا وكذبا فأخذن الطعام من النبي صلى الله عليه وسلم. فلما إنتهت الوليمة لم يبق في البيت إلا النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة وأسماء بنت زيد. فجلس النبي بجوار عائشة وناولها كوبا من لبن فاستحييت السيدة عائشة وأحنت رأسها فقالت لها أسماء خذي من النبي صلى الله عليه وسلم فأخذت السيدة عائشة الكوب وشربت شيئا وتركته. أما مهر السيدة عائشة كان خمسمائة درهم هو مبلغ قليل جدا وهو تطبيق لقول النبي صلى الله عليه وسلم "أكثرهن بركة أقلهن مهورا".
أما بيت السيدة عائشة فكان بسيط جدا يحتوي على وسادة حشوها ليف وفراش حشوه ليف وجرة ماء وحصيرة. حتى أن الحسن كان يقول: كنت أدخل بيوت زوجات النبي فألمس السقف بيدي, وقال سعيد ابن المسيب: ليتكم كنتم رأيتم بيوت النبي صلى الله عليه وسلم كي لا تبالغوا في بيوتكم ولتعلموا كيف رضي رسول الله عليه وسلم من الدنيا بالقليل وكان يستطيع أن يأخذ الدنيا بحذافيرها.
قصة زواج السيدة فاطمة الزهراء من على كرم الله وجهه
لما بلغت فاطمة مبلغ الزواج تقدم لخطبتها
أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب فأجابهما رسول الله
بقول جميل كما فى النسائى إنها صغيرة وفى رواية
إنى أنتظر بها القضاء
وهنا أشار عمر بن الخطاب على عليّ بن أبى طالب أن يتقدم
لخطبتها وقال له : أنت لها يا علىّ
فتقدم علىّ لخطبتها وكان عمرها فى حوالى الثامنة عشرة
من عمرها وكان علىّ فى الثانية والعشرين
و روى أن نفرا من الأنصار قالوا لعليّ بن أبى طالب
عندك فاطمة فائت رسول الله فسلم عليه وكلمه ،
فذهب علىّ إلى رسول الله فما كاد علىّ يجلس
حتى قال له رسول الله :
" ما حاجتك يا ابن أبى طالب ؟ "
فذكر علىّ فاطمة - رضى الله عنها -
فقال رسول الله : " مرحبا وأهلا "
ولم يرد ، وخرج على - رضى الله عنه -
إلى أولئك الجمع من الأنصار وهم ينتظرونه
قالوا : ما وراءك ؟
قال علىّ - رضى الله عنه - :
ما أدرى غير أن رسول الله قال لى : مرحبا وأهلا
قالوا : أيكفيك من رسول الله إحداهما :
أعطاك الأهل وأعطاك المرحب ؟
وفى اليوم التالى وقف علىّ - رضى الله عنه -
قريبا من رسول الله فألقى عليه السلام ،
ثم قال : أردت أن أخطب فاطمة يا رسول الله .
فالتفت إليه رسول الله برفق وحنان ثم سأله :
" وهل عندك شىء ؟
" فرد عليه علىّ قائلا : لا يا رسول الله .
فقال رسول الله : " فأين درعك التى أعطيتك يوم بدر ؟ "
فقال علىّ - رضى الله عنه - : هى عندى يا رسول الله .
فقال رسول الله: " ائت بها "
فجاءه بها فأمره رسول الله أن يبيعها ليجهز العروس بثمنها ،
وعلم عثمان ابن عفان بما كان بين رسول الله
وعليّ - رضى الله عنه - فاشتراها منه ابن عفان
وبالغ فى الثمن ليمكنه من دفع ما يليق بصداق الزهراء
فدفع إليه أربعمائة وسبعين درهما فدفعها علىّ كلها
صداقا وتمت الخطبة وأعطى النبى لبلال - رضى الله عنه -
مبلغا ليشترى ببعضه طيبا وعطرا ثم دفع الباقى إلى
أم سلمة - رضى الله عنها - لتشترى ما يحتاج إليه العروسان
من متاع وغيرهوقبل الحفل قال رسول الله
( لخادمه أنس بن مالك انطلق وادع لى
أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وغيرهم
من المهاجرين والأنصار ودعا أنس جميعا كبيرا من المسلمين
فقام رسول الله خطيبا وقال :
" الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته
المطاع بسلطانه المهروب إليه من عذابه
النافذ أمره فى أرضه وسمائه الذى خلق الخلق بقدرته "
... إلى أن قال : " إن الله عز وجل جعل المصاهرة
نسبًا حقًا وأمرًا مفترضا وحكمًا عادلا وخيرًا جامعًا ..
فقال الله عز وجل :
" وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا "
ثم إن الله تعالى أمرنى أن أزوج فاطمة من علىّ
وأشهدكم أنى زوجت فاطمة من علىّ على
أربعمائة مثقال فضة إن رضى بذلك على السنة
القائمة والفريضة الواجبة فجمع الله شملهما
وبارك لهما وأطاب نسلهما وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة
ومعادن الحكمة وأمن الأمةأقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم "
فقال علىّ : رضيت يا رسول الله
ثم خر ساجدا شكرا لله فلما رفع رأسه
قال رسول الله:
" بارك الله لكما وعليكما وأسعد جدكما وأخرج منكما الكثير الطيب
وتزوج علىّ فاطمة وبنى بها بعد مرجع المسلمين
من بدر فى محرم فى السنة الثانية من الهجرة
وأولم عليها فذبح عليها كبشًا أهداه إياه سعد بن عبادة الأنصارى
وكان علي بن أبى طالب فقيرا
قال عليّ بن أبى طالب : لقد تزوجت فاطمة
وما لى ولها غير جلد كبش تنام عليه بالليل
ونعلف عليه الناضح بالنهار وما لى ولها خادم غيرها .وأرسل رسول الله مع فاطمة عند زواجها
بخملة ووسادة حشوها ليف وسقاء
وجرتين فكان ذلك هدية زواجها من أبيها
عن السيدة عائشة - رضي الله عنها - قالت :
ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة
برسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وكانت إذا دخلت عليه رحَّب بها ،
وقام فأخذ بيدها
فقبَّلها وأجلسها في مجلسه .
أخرجه الترمذي
---------------
http://www.4cyc.com/play-mrsLHKr18TY