عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /09-06-2013, 02:06 PM   #3

 
الصورة الرمزية حاتم محمد دفع الله
مشرف

حاتم محمد دفع الله غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : Sep 2007
 المشاركات : 753

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
الاخ الامين محمد البشير / الاخ صديق عبدالرازق
اجمل سنين العمر تلك التي امضيناها في صغرنا بشقاوتها الحلوة زمنا الكنا لا ندري بما كان الزمن ضامر .
ذكرياتكم يا اخواني الامين و صديق , ذكرتني موضوع أدرجه الاخ الفاتح عبدالله سنة 2008 حينما وصله بالفاكس من الاستاذ مشرف حسين بسيوني
الآن انسخه مرة أخري لأجترار الذكريات الجميلة
------------------------------------
ويسألونك عن الرّحمه... لا الرِحيمه (ود بسيوني)
ويسألونك عن الرّحمه... لا الرِحيمه (ود بسيوني)

[align=right]اليوم نعانق لؤلؤة أخرى من لآلي أبوفروع ونسمر اليوم مع ذكرى واحده من أغلى جواهرنا التي أضاءت سماء الحِله.. قبل أن تضئيها الكهرباء في أواخر الستينيات فكانت بحق الأم والجِدة والشمعة التي تحرق نفسها من أجل الآخرين.إنها (الرّحمه) التي كانت تعمل في خدمة ودمرتضى؛ جاءت إلى الحياة في بدايات القرن العشرين وتألق نجمها وسطع في أواسطه؛ أفرحت بل وأشبعت بطون ناس الحِلة من طعامها الشهي الذي كانت تطبخه بأناملها الرائعة ويدها الطاعمة... إنها تلك المرأة القصيرة القامة الخفيفة الحركة ولكأني أراها الآن أمامي وهي متوشحة ثوب الزراق منتعلة السفنجة (القمر بوبــا) حاملة في يدها القُفة التي تحمل فيها عِدة الشغل؛ وهي دائمة الصمت.. لا تتكلم إلا إذا سئلت.. تأتي في صباح يوم المناسبة لي ناس العرس، فيُحضر لها بنبـــــر، فتجلس في ضل الصباح وتأتيها الكمونية فتقوم بنظافتها على أقل من مهلها ثم تغسلها بنفس الطريقة والويل كل الويل لأولئك الشُفع الذين يتسابقون أو يتخاطفون.. أن يقترب منها أحدهم أو يلمس مواعينها، فإنها تنهره نهرةً لن ينساها أبداً؛ ثم يُؤتي لها بالكانون وتملأه بالفحم وتُشعل فيه النار حتى يتطاير منه الشرر؛ ولا تسمح لأحد بالتدخل في عملها وإن كانت أم العريس أو العروس.

وقبل أن ينادي الأمين ود البشير لصلاة الظهر تكون حلّه الرّحمه قد إستوت وبعدها تبتعد عنها تماماً؛ وحلّه الرّحمه في العادة لا تحتاج زيادة ملح ولا شطة ولا تشكو من كثرة الزيت أو البهارات (مضبوطة) ولم تكن الرّحمه بالمرأة الأكولة أو القذره ولا من النوع ( البخمخم) ولم تأخذ يوماً ما ثمناً مقابل عملها.أهدى ودمرتضى خدمات الرّحمه لبابكر بدري ولكى تعرف قيمه الهدية أنظر إلى المُهدّي إليه... وفهنالك في عاصمة البطانة طبخت الرّحمه لبابكر بدري وضيوفه الأعزاء الكرام من أمثال ود أبوسن والناظر دفع الله وعبدالرحمن على طه ومستر قريغز (بخت الرضا) ولا تنسي الخواجات... بل ورفعها بابكر بدري إلى أعلى المراتب حيث قام بتخليدها وذكرها في كتابه عن ذكرياته الخاصة ( يمكن الرجوع لذلك).

وفي ضحى يوم ولا كل الأيام وعندما كانت الرّحمه تتجول في سوق رفاعه، فسمعت أحد المارة يخبر أخاه عن وفاة ود مرتضى|... أسرعت الخُطى وحزمت حقائبها وشدت الرحال، وركبت المركب (يومئذٍ) من العزيبة قاصده الهوج .. وأصبح ذلك اليوم آخر عهدها (بشرق الله البارد).. فعاشت بقية أيامها حتى وافاها الأجل المحتوم لتُدفن بجوار ودرابح وأولاد عوض الثلاثة البقشو الدمعة والمخاطه... أسأل أن يمطر قبرها بوابل رحمته وواسع مغفرته.

أما الرِحيمه فهي تلك المغنية التي كانت تسكن حله مصطفي وكانت تحيي ليالي الأفراح والمناسبات، وفي سيرة عمنا (حسن ود بسيوني) له الرحمه في مطلع الستينيات إلى أبوسير؛ قامت الرِحيمة بإحياء تلك الليلة وكانت تجلس كعادتها على فرشة من الشعر وأمامها ( الدلوكة)؛ والرتينه في وسط الساحة؛ وحسان أبوفروع وأبي سير.. الحِلة المُضيفة يدُرن وجوههن إلى الجدار خجلاً؛ وعادةً شبابنا في قمة الفرح والشبالات؛ والبُطان في قمته..عندما أنتصف الليل .. ونفد الصعوط.. حيث أصابت أحد الشبان (( خرمة)).. ولم يجد سفة بي قرونها لأنها كما يقولون (( أحسن من بقرة بي قرونها)).... فقام ذلك الشاب بالتسلل خلسة إلى (حُقة) الرِحيمه التي كانت توجد على مقرِبة منها.. فأخذها الحُقه ... ولأن الحجوزاب جميعاً كانوا خرمانين...سفة ...سفة....كِمل الصعود ورمى الحُقه بعيداً.. وبعد قليل ذهبت الرِحيمه تبحث عن حُقتها التي أختفت.. وعندما فقدت الأمل في العثور عليها أرتجلت هذه الأغنية:
أبوسير تاني أنا ما بجي
نأس أبوسير سرقو حُقتي

وإلـــــى لقاء،،،،،
ملحوظة: وصلتني هذه المشاركة عبر الفاكس من الأخ / مشرف حسين بسيوني مشكورا، لإنزالها في منتدى ذكريات وتاريخ أبوفروع، وأعتذر له إن وجدت أخطاء مطبعية[/align]

منسوووووخ









التعديل الأخير تم بواسطة حاتم محمد دفع الله ; 09-06-2013 الساعة 02:08 PM
  رد مع اقتباس